- النقد ضروري للوقوف على جودة الأعمال أو رداءتها - « الخبر القاتل» عمل حول سلبيات الإشاعة في المجتمع المخرج والممثل ياسين بونار من ولاية قالمة هو شاب عصامي مثابر عاشق للسينما و عدسات الكاميرا ، قدم عددا من الأفلام القصيرة الناجحة وكتب مجموعة من السيناريوهات الهادفة، فضلا عن مواهبه التمثيلية التي لا يستهان بها، ولأن ياسين شارك في العديد من الورشات التكوينية المتعلقة بالسيناريو والإخراج، فقد كشف في الحوار الذي خص به أمس جريدة الجمهورية أن الأفلام القصيرة قاعدة أساسية في تطوير السينما الجزائرية، باعتبارها فن مستقل بذاته يرتكز على الموقف ويملك مجموعة من الخاصيات التي تجعله متميزا و منفردا عن باقي الأجناس الأخرى من حيث المساحة الزمانية ،المكانية،الحكائية، التكثيف البصري و الخطاب السينمائي القريب من التجريد، موضحا أن العمل القصير بات يفرض نفسه بقوة في المهرجانات السينمائية الدولية عبر مواضيع يصنعها جيل جديد من السينمائيين الشباب، على غرار فيلمه « الخبر القاتل « الذي يحدثنا عنه المخرج في الحوار التالي: - الجمهورية : من هو ياسين بونار ؟ - ياسين: أنا مخرج و ممثل، كنت في صغري أحب الرسم كثيرا، وفي المرحلة الثانوية من التعليم اقتربت أكثر من الكاميرا، فتعلمت المونتاج وأصبحت أكتب بعض السيناريوهات الكوميدية وأمثل كل الشخصيات بمفردي، ومع الوقت جاءتني عدة أفكار طورتها رغم الظروف القاسية التي مررت بها ولازلت أعيشها إلى حد الآن، إلا أن إرادتي القوية وثقتي بربي وبنفسي ساعداني على تنمية موهبتي، ومن أهمّ أعمالي أذكر الفيلم القصير» الخبر القاتل» و فيلم « دموع الغفران» الذي يتحدث عن طاعة الوالدين. - حدثنا قليلا عن فيلمك القصير « الخبر القاتل» ؟ - فكرة العمل السينمائي راودتني عندما كنت جالسا رفقة صديق لي نتبادل أطراف الحديث في الميادين الفنية خاصة المسرح والسينما، فاقترحت عليه أن أكتب سيناريو فيلم قصير و أقوم بإخراجه ، فشجعني على الأمر ، لكنه اندهش عندما علم أنني سأشرف شخصيا على عملية التصوير و المونتاج والستوريبورد ، ناهيك عن تقطيع المشاهد ، وهكذا وفي حدود الثانية بعد منتصف الليل اتصلت بصديقي وأخبرته عن الفكرة التي طورتها فيما بعد إلى سيناريو ثم إلى مشاهد ، و عن موضوع الفيلم فهو يتناول ما يعرف بالإشاعة داخل المجتمع و تأثيراتها السلبية ، حيث أن نقل الأشياء بالخطأ هو أمر خطير ويؤدي لا محالة إلى نتائج جد سلبية ، والحمد لله العمل السينمائي كان ناجحا و موفقا إلى حد كبير ، و أنا فخور جدا بتقييم لجنة التحكيم التي أشادت بعملي في الأيام الوطنية للفيلم القصير بالشلف والتي كان يترأسها السيناريست عيسى شريط و المخرج السوري حسين كناني، وكذا أستاذ مصري بمعهد فنون السمعي البصري بالعاصمة، دون أن أنسى رد فعل الجمهور العشاق للسينما وتجاوبه الكبير مع المشاهد والفكرة ، وعليه أشكرهم و أشكر كل من يعرفني و اعتبرني فخر ولاية قالمة . - في رأيك ما هو الدور الذي يقدمه الفيلم القصير في عالم السينما ؟ - يعتبر الفيلم القصير من أصعب الأعمال السينمائية وهو قاعدة مهمة في تطوير السينما الجزائرية ، وهذا ما ردده قبلي الكثير من ذوي الاختصاص و الخبرة في عالم صناعة الفن السابع ، فعندما خضت التجربة أيقنت جيدا الأمر واستوعبته ، والمهم في ذلك هو كيف لك أن تؤثر على المتلقي في أقل مدة زمنية ، بمعني انك تقدم فكرة معبرة تمس مشاعر المشاهدين وتصل إليهم بسرعة. - وماذا عن النقد السينمائي ؟ - هناك طبعا النقد البناء و النقد الهدام، و من أراد الوصول أو النجاح فلابد من أن يتقبلهما كلاهما ،فمن الضروري أن يكون هناك نقاد سينمائيون يقفون على جودة الأعمال أو رداءتها في إطار النقد البناء الذي يسمح بتقديم الجودة والنوعية ، سواء في الإخراج أو كتابة السيناريوهات،أما بالنسبة لنا كمخرجين من واجبنا تقبل كل شيء مادام هذا النقد يصب في صالح الأعمال السينمائية بالدرجة الأولى، نحن هنا لنتعلم و السقوط يجعلنا ننهض من جديد وبقوة . - كيف تتدبر أمورك في صناعة أفلامك ؟ - رغم أنني أشتغل ضمن عقود ما قبل التشغيل ، إلا أنني ضحيت وادخرت نقودا لمدة 3 سنوات ، حيث اشتريت كاميرا بقيمة 15 مليون سنتيم حتى أصوّر أعمالي و أفلامي بنفسي ، لكن بعد أن تعطلت الكاميرا لم أجد الدعم نهائيا ، و لا حتى التفاتة صغيرة من قبل الجهات الرسمية خاصة مديرية الثقافة ، أنا أعمل بمجهوداتي الخاصة و أسجل دائما مشاركاتي في العديد من الورشات التكوينية المتعلقة بالسيناريو والإخراج في كل الولايات على غرار الشلف التي نلت بها شهادة رمزية ، و أيضا سيدي بلعباس ، المسيلة ، بوسعادة وخنشلة ، وكان آخرها في ولاية عنابة ضمن فعاليات مهرجان الفيلم المتوسطي التي شاركت فيه بورشة السيناريو مع الأستاذ والمخرج التونسي مروان مندب. - ما هي مشاريعك المستقبلية ؟ - أطمح لامتلاك وكالة إنتاج سينمائية خاصة بي تسمح بتقديم أعمال تولد من أفكارنا وليست مقتبسة كما يفعل الكثير من أجل كسب المال الوافر دون جهد، لأن شعاري هو الإبداع وخلق الجديد، مع معالجة أهم القضايا الاجتماعية ، ولا يفوتني بالمناسبة أن أدعو كافة المسؤولين إلى ضرورة التكفل بكل الطاقات الشبانية من خلال تمويلها بالعتاد و توفير مراكز التعليم والدورات التكوينية ، فهذا يشجع الجيل الجديد على الإبداع وتطوير السينما الجزائرية لا محالة .