قررت المصالح الولائية مؤخرا إتخاذ عدة إجراءات هامة بقطاع التربية الوطنية وذلك من أجل القضاء على العديد من المشاكل التي يطرحها أولياء التلاميذ وحتى المعلمين والأساتذة. فاستنادا إذن إلى قرار للوالي سيتم إعتماد نظام جديد في التدريس وهو المعروف باسم النظام المتواصل. وحسب تصريحات مصادر مسؤولة من قطاع التربية فإن هذا النظام مأخوذ عن التجربة الكندية وطبق بولاية وهران منذ سنوات ببعض المؤسسات التربوية لظروف خاصة بها، لكنه لم ينجح ولم يعمم بعد ذلك على كامل المؤسسات التعليمية. ويعتمد هذا النظام أساسا على تقليص عدد ساعات التدريس فبدل أن يتنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية صباحا ومساء، فيظلون بها طيلة ساعات الدراسة ولا يجبرون على الخروج والعودة إلى منازلهم لتناول وجبة الغذاء والإستراحة مثلا. وعليه فإن التلاميذ سيلتحقون بأقسامهم على الساعة الثامنة صباحا كالعادة ويزاولون نشاطهم الدراسي بشكل عادي جدّا وتمتد ساعات التدريس إلى ما بعد الزوال ليغادر التلاميذ الأقسام في حدود الثانية زوالا. وحسب قرار الوالي فإن التجربة ستنطلق بداية من السنة الدراسية المقبلة وتشمل الطورين المتوسط والثانوي فقط واستثناء الطور الإبتدائي بشكل مؤقت حتى يعتاد الجميع على نظام التواصل، وخاصة الأولياء. غير أن تطبيق مثل هذه الإجراءات يحتاج إلى تحضيرات مكثفة جدا مع مدراء المؤسسات التربوية والجماعات المحلية وممثل العمال كالنقابات والتشاور معها لإيجاد الكيفية الملائمة لتطبيق نظام التواصل. وحسب مصادر نقابية فإن مديرية التربية لم تستدع بعد ممثلي العمال للتشاور معهم في هذا الأمر رغم أنهم متقبلون للفكرة لكن من الضروري الإتفاق مع النقابات بطبيعة الحال لوضع الأرضية الملائمة للإنتقال الى النظام الجديد. وتقول مصادر من القطاع بأن أهداف تطبيق نظام التواصل كثيرة أهمها تخفيف الضغط على حجرات الدراسة، فهناك بعض المؤسسات تشهد إكتظاظا كبيرا. أما الهدف الثاني هو تقليص الحجم الساعي اليومي فبعد تطبيق الإصلاحات الأخيرة بالمنظومة التربوية حدث تغيير كبير برزنامة الدراسة فتضاعفت أعداد الساعات وأصبح المتمدرسون والمعلمون والأساتذة يعانون من ضغط مهني كبير يمكن التخفيف من حدّته بفضل نظام التواصل. وهناك نقاط إيجابية أخرى له مثل القضاء على مشاكل التنقل بالنسبة للتلاميذ القاطنين بعيدا عن مدارسهم، غير أن الأمر يتطلب توفير القدر الكافي من المطاعم المدرسية، وتحسين نوعية الوجبات الغذائية المقدمة للتلاميذ، وتفادي الوجبات الباردة خاصة في فصل الشتاء، وأيضا توفير مختلف المرافق والخدمات الضرورية الأخرى كالتدفئة والمرافق الصحية.