تتوقع مصادر من قطاع التربية حدوث تغيير قريب في برنامج التوقيت الخاص بالطور الابتدائي بعد أن أثبتت إجراءات التخفيف الساعي المتخذة من طرف وزارة التربية الوطنية خلال السنة الدراسية الحالية عدم نجاعتها. وأكدت نفس المصادر في تصريح ل"المساء" أن وزارة التربية قامت مؤخرا بتوزيع وثيقة للمفتشين لتقديم اقتراحاتهم وملاحظتهم في الموضوع، مضيفة من جهة أخرى أن الرغبة الملحّة لدى مختلف المعنيين وعلى رأسهم المعلمون تميل نحو المطالبة بالعودة إلى التوقيت الدراسي القديم. لم يستوعب معظم معلمي الأقسام الابتدائية جدوى القرار الأخير المتخذ من طرف وزارة التربية بعد أن اصطدموا بعدة عراقيل وصعوبات وهم يؤدون عملهم. وحسب هؤلاء فإن نظام التخفيف الذي احدث لتقليص المعاناة عليهم وعلى التلاميذ قد انقلب ضدهم ليصبح عاملا من العوامل السلبية التي أثقلت كاهلهم طيلة سنوات. وكانت إجراءات التخفيف الساعي لطور الأقسام الابتدائية التي أقرتها وزارة التربية الوطنية بداية من الموسم الدراسي 2008 - 2009 الذي جعل من يوم الخميس يوم عطلة للتلاميذ دون المعلمين المطالبين بالحضور إلى مؤسساتهم قد أثارت منذ الأسابيع الأولى من الدخول المدرسي جملة من الاحتجاجات من طرف الأولياء والمعلمين على حد سواء نظرا للاضطراب والتذبذب الذي أصبحت تعيشه العديد من المؤسسات التربوية. كما خلفت من جهة أخرى حالة تيهان وإرهاق لدى التلاميذ بسبب التغييرات المتكررة لجدول التوقيت الذي أصبح يعدل مرة واحدة كل أسبوع وتمديد مدة الدروس، إضافة إلى تغيير أوقات الخروج في المساء باستمرار ما خلق نوعا من القلق للأولياء. لنضف إلى ذلك سعي المعلم إلى إيجاد وقت لحصص التدريس بعد إلغاء ساعات يوم الخميس. وانتقد جل المعلمين الذين حاورناهم تحديد مدة 45 دقيقة لكل حصة معتبرين ذلك إرهاقا كبيرا للتلميذ الذي ينتابه حتما الشعور بالملل وبالتالي ينخفض تركيزه واهتمامه بالدرس. وقد ذهب احد المعلمين إلى حد وصف الظروف الجديدة للعمل بالمؤسسات التربوية الابتدائية بالسباق ضد الزمن إذ لا شيء يهم إلا كيفية إتمام الدروس وتفادي التأخير في نهاية الموسم، أما مسألة مراعاة الظروف البيداغوجية والنفسية الملائمة للتلميذ والمعلم على حد سواء فلا مجال لها هنا في ظل التغييرات التي طرأت منذ انطلاق الموسم الدراسي. المطالبة بالعودة إلى النظام القديم وأوضح مسؤول بإحدى مقاطعات التربية بولاية الجزائر ل"المساء" أن إجراءات التخفيف المتخذة من طرف وزارة التربية كان لها حقا ردود أفعال سلبية في أوساط المعلمين وحتى بعض المسؤلين كونها خلفت بعض الاضطرابات وحتى إجحافا في حق فئة من المعلمين الذين وجدوا أنفسهم مطالبين بحضور ساعات إضافية أي خلال أمسية يوم الاثنين، ويتعلق الأمر بمعلمي أقسام السنة الخامسة المقبلة على امتحانات شهادة التعليم الابتدائي في الوقت الذي يستفيد فيه معلم والأقسام الأخرى بفترة راحة. كما أعاد نفس المصدر اضطرار العديد من التلاميذ لتوقيف بعض النشاطات الترفيهية التي كانوا يمارسونها خلال أمسية يوم الاثنين كالرياضة والتربية الموسيقية وغيرها في الوقت الذي تعتبر هذه النشاطات ضرورية ومهمة جدا في حياة الأطفال بصفتها فضاءات لتفجير طاقاتهم . وأوضح المتحدث من جهة أخرى أن نسبة كبيرة من المعلمين والمسؤولين على مستوى قطاع التربية يفضلون العودة إلى النظام القديم أي الاحتفاظ بأمسيتي يومي الاثنين والخميس عطلة للتلاميذ والمعلمين وهو النظام الذي يمكن من خلاله تطبيق الساعات ال30 أسبوعيا المنصوص عليها في القانون وهو الأمر الذي يكون مفتش والقطاعات التربوية قد أكدوه في وثيقة الاقتراحات التي وزعت عليهم مؤخرا من طرف مصالح وزارة التربية الوطنية. وحسب مصادر مطلعة فان الأيام القريبة القادمة ستأتي بالجديد فهل ستتراجع الوزارة عن إجراءاتها باكتفائها ببعض التعديلات الطفيفة أم ستلغيها نهائيا للعودة إلى العمل بالنظام القديم؟