قدم الأستاذ الجامعي و الباحث بالمركز الجامعي بعين تموشنت الدكتور ساعد ساعد بدار الصحافة بعين تموشنت كتابه الجديد ، الذي هو عبارة عن دراسة علمية جديدة ، عن دار النشر الهدى ، تحمل عنوان الصورة الصحفية دراسة سيمولوجية ، حيث أعد الدراسة رفقة الأستاذة و الباحثة الجامعية عبيدة صبطي. شملت الدراسة الصحفية بإعتبارها مجالا ثريا لنقل المعلومات و الأحداث وكذا لوضع الأحاسيس والعواطف بشكل رمزي ، فهذا البحث السيمولوجي للرسالة البصرية التي إكتسحته وفرضته الصورة الصحفية بتجلياتها و أشكالها المختلفة، وتم الحديث عن تطورها و نشأتها وخصائصها و أهم أنواعها و أبعادها ، لتشمل في الأخير التحليل السيمولوجي لبعض الصور الصحفية السابقة. وقد إغتنمنا فرصة لقائنا بالأستاذ ساعد الذي يشرف حاليا على التدريس بالمركز الجامعي بعين تموشنت ، و هو عضو في مخبر الإعلام و الإتصال الجماهيري بجامعة وهران ، و عضو الجمعية العربية للإعلام و الإتصال بالمملكة العربية السعودية، و هو يشرف أيضا على مركز التدريب الإعلامي بالجزائر العاصمة ، فقد كان لنا معه حديثا حول الإصلاحات الجديدة في قانون الإعلام ، و سرد لنا الأستاذ أهم المراحل التي مرت بها الصحافة الجزائرية ، خاصة بعد ظهور الصحافة الحرة ، و الدور الكبير الذي لعبه المجلس الأعلى للإعلام الذي لم تكن له فرصة للبروز نظرا للظروف التي مرت بها البلاد ، حيث كان يكتفي بإصدار البطاقات المهنية الموحدة ، ويدافع عن حقوق الصحفيين ، ووضع الأرضية لبلورة مجموعة من الأفكار و قطع خطوات عملية سرعان ما أجهضت ، كما أشار الأستاذ في حديثه عن واقع العمل الصحفي بالجزائر عن نقص كبير في عملية التكوين و التعليم و التدريب الإعلامي سواء على مستوى التسيير الإداري المحكم الذي جعل العديد من الصحفيين و المراسلين بدون أجور محترمة و بدون ضمان اجتماعي و غيرها من المشاكل فضلا عن غياب التكوين المتواصل و التدريب اللازم ، و الإلمام بالتقنيات الحديثة للبحث و التعامل مع الوسيلة ، خاصة للوافدين الجدد ، حيث تسبب ذلك في خروج الرسالة الإعلامية عن طريقها الصحيح حيث نجد في بعض الأخبار الصحفية ، أن الصحفي يبدي رأيه في الخبر ، بينما أن ذلك له مجالات و مساحات أخرى يمكن فعل ذلك فيها ، و خير دليل أن العديد من المحاكم تعج بقضايا القذف و السب و التشهير عبر وسائل الإعلام الذي يقع فيه العديد من الزملاء الوافدين حديثا إلى عالم الصحافة ، ولم يحظوا بالتدريب الجيد ، كما أنني أثمن الإجراءات الجديدة فيما يخص إلغاء تجريم الصحافيين ، إلا أنه ينبغي وقف قانون العقوبات الخاصة بهذا المجال الصادر في 2001 ، لأنه يضع الخطوط الحمراء للصحفيين ، كما أنني لا أدعو إلى فتح مجال الحرية على مصراعيه ، وكذا فيما يخص فتح قنوات فإنه آن الآوان لذلك مع وضع دفتر شروط معين و مضبوط ، كما ينبغي مراجعة تعليمة رئيس الحكومة حول مجال الإشهار و فتحه بالتوازي على كل المؤسسات الإعلامية لأننا بذلك نحافظ على كينونة المجتمع ، ، فبالأمس كانت المعارك تدار بالقنابل و تخص منطقة جغرافية معينة ، و الآن تدار المعارك بالإعلام الذي ليس له حدود ، و في الأخير أقول عيد سعيد لكل رجال الإعلام بالجزائر خاصة و الوطن العربي عامة ، و المزيد من المكاسب الثمينة لحرية التعبير .