* المسرح التونسي مسرح اجتماعي وليس فني ——————————————————————————— قال المخرج المسرحي التونسي توفيق الجبالي أن تطور المسرح العربي واستمراريته مرهون بخروجه من المسرح الجماعي إلى المسرح الفردي، لان صيغة الجماعة تفقد المسرح أهميته ليصبح كنشاط ميت، مشيرا إلى أن الفنان المسرحي يجب أن يكون حرفيا على الخشبة وليس محترفا حتى يعمق الفكرة التي يود طرحها ومعالجتها. دعا المخرج المسرحي صاحب فكرة مشروع التياترو في حديث جمعه مع الحياة العربية منتسبين فن الرابع إلى ضرورة البحث في كيفية الدفاع عن حرية الإنسان والبحث عن إنسانيته، وذلك من أجل التأسيس لمفهوم الإنسان الحر الواعي لصيرورة وجوده بعيدا عن المفاهيم الديكتاتورية التي فرضتها الأنظمة السياسية بمختلف أطيافها. المسرح التونسي يفتقد للبنية التحتية: بخصوص المسرح التونسي قال الجبالي أن المسرح التونسي حديث النشأة، وشأنه هو شأن المسرح العربي الذي مازال يرتكز على الخطابات الفلسفية السردية، والرمزية، متناسيا دوره النضالي ضد الجهل والقمع والاستبداد، والمسرحي حسبه يجب أن يمتلك موقفا اتجاه قضايا عصريه حتى وان كانت تختلف عن مواقف مجتمعه، و يقدمه عبر رؤيته الخاصة حتى يتقبله الجمهور، مؤكدا أن الاختلاف في التفكير وفي طرح القضايا يدل على مدى الوعي الجماعي. كما تحدث المخرج توفيق الجبالي عن المسرح التونسي ما بعد الثورة أو ما بعد سقوط نظام بن علي وقال إننا انتقلنا من فترة الدكتاتورية الفردية التي كانت متمثلة في سلطة فرد (بن علي) إلى الدكتاتورية الجماعية المقسمة إلى جماعات، وقال أن حرية التعبير خلال نظام بن علي كانت مضمونة، أما الآن مع بروز أنظمة جديدة ومتعددة أصبحت غير مضمونة، مشيرا إلى الأحداث السياسية وغير السياسية التي رافقت الثورة تم تناولها في أعمال مسرحية كثيرة بين المسرح العلماني والإسلامي اضعفتها لغة الحوار والتلقائية التي علجت بها، وهنا أشار إلى عمله المسرحي “صفر فاصل” الذي اعتبره متنفسا سياسيا واجتماعيا بنسبة له قبل أن تكون متنفسا فنيا للجمهور، قائلا “إن هذا العمل جاء بأسلوب فكاهي ساخر لكنه بنفس الوقت جاء في شكل تحفة فنية مليئة بالمعاني والأفكار الجادة ومثقلة بالرموز واللوحات المبهرة، تشد المشاهد بتقنيات إخراجها”. وبخصوص المشاكل التي تواجه المسرح التونسي يقول محدثنا “إن المسرح التونسي هو مسرح اجتماعي أكثر منه مسرحا فنيا، لأنه مسرح يعتمد على الواقع اليومي الذي ينقل الأشياء بصفة تقليدية، وهذا ما يفقده قيمته الفنية بمجرد بروز أحداث أخرى”. .. التقنيات التكنولوجية وسيلة جمالية وليس قيمة فنية يرى المخرج توفيق الجبالي أن التكنولوجيات الحديثة التي طغت على المسرح المعاصر قد أثقلت كاهله أكثر من خلق متعة بصرية يحتاجها المتلقي، لان الاستعانة بهذه التقنيات تكون عندما يستصعب على المخرج أيجاد مخرج فني لمشهد معين، فهنا يستعين بهذه التقنية من اجل الإبهار والتأثير وتغطية العجز ليصبح العرض متخم بالرمزية البصرية التي لا تخدم العمل المسرحي. للإشارة، توفيق الجبالي هو ممثل ومخرج مسرحي تونسي، يعد من مؤسسي المجموعة الفنية لنشر الثقافة العربية بفرنسا، ومؤسس فضاء التياترو” 1987، الذي استطاع في وقت وجيز جدا أن يجعله مؤسسة لإنتاج العروض المسرحية والتشكيل والكتابة، ليفتح بعدها أبوابه إلى الهواة من اجل التكوين المسرحي، من أهم أعماله كمخرج “ضد مجهول”، “هنا تونس”، “كلام الليل”، “أربع ساعات في شاتيلا”، “عطيل” و”المجنون”، كما شارك في أعمال سينمائية منها “عزيزة” للمخرج عبد اللطيف بن عمار، “يا سلطان المدينة ” للمخرج المنصف الذويب، “عصفور السطح” للمخرج فريد بوغدير، كما له أعمال تسجيلية في الإذاعة والتلفزيون التونسي.