تعتبر مهنة “كيالة” الماء من المعارف المتناقلة من جيل لجيل بمناطق الجنوب الجزائري الكبير حيث يعد الماء موردا حيويا ثمينا. وتشمل مهنة كيالو الماء “الفوقارات” وهو نظام ري يتم تشكيلها (الفقارات) بعد حفر آبار على عمق 20 مترا ليتم ربطها بقناة جوفية تسمح بمرور الماء. وبعد خروجه إلى سطح الأرض, يتم قياس الماء من طرف كيالي الماء حتى يتمكن كل مالك لقطعة أرض من الحصول على حصته من الماء حسب العمل المبذول من أجل حفر أو صيانة الفوقارات. بعدها يتم نقل الماء عبر ساقيات تقودها نحو البساتين. ويقوم كيالو الماء الذين يطلق عليهم بمنطقة غرداية “أمناء السيل” بقياس حجم الماء في الفقارة وحصة كل مالك وبحفر أمشاط توزيع لمرور حصة كل مالك كما يقومون بتجديد هذه العمليات كلما اقتضت الضرورة طوال السنة وفق مختلف الاتفاقات حول الماء على غرار الشراء والبيع والتبادل والتقاسم بين ذوي الحقوق عند الميراث. وتتم عملية الحساب على أساس معطيات متناقلة من جيل لجيل يمكن تحيينها في أي وقت من قبل رئيس كيالين ومساعديه. وتتمثل وحدة القياس الرئيسية في “الحبة” التي تمثل حجم ماء معين (قطرة) وهناك وحدات قياس ثانوية مثل القيراط (24/1 حبة) وقيراط قيراط (24/1 قيراط). ويهدف تسجيل الجزائر لهذه المهنة ضمن التراث الثقافي غير المادي العالمي إلى الاعتراف بمعارف ومهارات كيالي الماء وتوثيقها في كتابات أو أفلام وثائقية (ارشيف سمعي بصري) والقيام بأعمال من أجل نقلها للأجيال القادمة. وستتم مناقشة ملف “المعارف والمهارات الخاصة لكيالي الماء في الفوقارات بمنطقة توات وتيديكلت” يوم الثلاثاء القادم في بور لويس (جزر موريس) في اطار الاجتماع السنوي للجنة الحكومية المشتركة لصون التراث الثقافي غير المادي.