* أطالب برنامج تلفزيوني يسلط الضوء على بؤس وشقاء الفنانين المهمشين*** باشر مؤخرا المخرج والفنان الكوميدي عنتر هلال الحاضر الغائب عن الساحة التلفزيونية والمسرحية، في إخراج عمل مسرحي جديد من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة، يتناول فيه الحياة اليومية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والتهميش الذي يتعرضون له رغم حاجاتهم الماسة للاهتمام والرعاية. كشف الفنان الكوميدي عنتر هلال في حديث جمعه بالحياة العربية بأنه شرع منذ فترة في تحضيريه لعمل مسرحي جديد حيث باشر في المرحلة الاولى بتدريب الممثلين المشاركين في المسرحية التي تسلط الضوء على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال يوميات ثلاثة معاقين ومعاناتهم من التهميش ونظرة المجتمع السلبية وإصرارهم على الصمود والمقاومة والمطالبة بحقوقهم المهدورة، والمسرحية حسب محدثنا تاتي في طابع اجتماعي تعالج كل النقائص والإعاقات التي يعاني منها أفراد المجتمع في مختلف المجالات، و من بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة، فالإنسان غير المعاق جسديا أو ذهنيا ، قد يعاني من نقص أو إعاقة مادية أو مهنية أو تعليمية أو ثقافية فكرية، وقد اختار لأبطاله الثلاثة أسماء رمزية، ف”صابر”، هو صابر على الهموم و”الطاهر” ، طاهر من الذنوب، أما “نجمة”، فهي رمز للحياة وللوطن، يحبها كل المواطنين و يتمسكون بها، لكنها ترفضهم جميعا.. مستطردا بأنه تم الانتهاء من كتابة النص منذ أسابيع، والفريق الآن في خضم التدريبات بمقر المسرح الجهوي لقسنطينة، وسيشارك في تجسيد أدوار هذا العمل كل من الممثل الهاوي صابر عياش الذي ساعد الفنان عنتر هلال في كتابة نص المسرحية التي لم يحدد لها بعد عنوان نهايي، و حسان بولخروف وعتيقة بلزمة، بطلة السلسلة الكوميدية الشهيرة “أعصاب و أوتار”. وبخصوص غيابه عن الساحة المسرحية والتلفزيونية يرد عنتر هلال “انا مجبر على الغياب، فمنذ فترة لم أتلقى اي اتصال للعمل والمشاركة في الأعمال التلفزيونية او المسرحية، ويبدو انني لست الغائب الوحيد عن الساحة، فالعديد من الفنانين والمبدعين غابوا واختفوا ولم نعد نراهم لا على شاشة التلفزيون ولا حتى نستمع لأصواتهم على الإذاعات الوطنية، رغم مسيرتهم الفنية الطويلة ومكانتهم في المشهد الفني”مضيفا ” فأين الممثل عثمان عريوات الذي لم نره منذ سنوات مثلا؟ وأنا أطالب ببرنامج تلفزيوني يهتم بالفنانين المهمشين ويقوم بزيارتهم في بيوتهم حتى يطلع الجمهور على البؤس والشقاء الذي يعيشون فيه وقساوة الحياة عليهم، ونعرف لماذا غابوا عن الساحة طالما مازالوا قادرين على العطاء”. بخصوص رأيه في مستوى الأعمال التي تقدم عبر القنوات العمومية والقنوات الخاصة، فقد عبر محدثنا عن عدم رضاه بباقة المسلسلات والأفلام المقدمة في التلفزيون العمومي، والقنوات الخاصة، موضحا أنها أصبحت مناسباتية فقط لا تظهر إلا في رمضان ويرى أن الفن ليس له حدود، مضيفا “يوجد في الجزائر على الأقل 100 مخرج، ولو أعطينا الدعم لهؤلاء فقط لبلغ الإنتاج 100 فيلم ومسلسل، وبهذا نضمن تغطية السنة كاملة ويكون الإنتاج قويا وتزيد المنافسة، مما يوجد الاحتكاك أكثر بين الفنانين والممثلين”. أما فيما يتعلق بالإنتاج الكوميدي الذي يمثل أهم اهتماماته يقول “المستوى ضعيف جدا وفي تدهور مستمر، والأعمال التي نراها اليوم على قنوات التلفزيون الوطني لا ترق للبث، بالإضافة إلى مستواها الكارثي، فهي أعمال غريبة عن ثقافتنا ومجتمعنا ولا تعكس تراثنا ولا خصوصيات مجتمعنا، فنحن لسنا بحاجة إلى الترويج لأي ثقافة أخرى، خاصة إذا كانت غربية” مضيفا في ذات السياق ” نحن أمام مشكلة إنتاج حقيقية، ومستوى رديء خطير، لذلك أدعو جميع القنوات الخاصة والعمومية إلى تبني مبادرة الخروج بالإنتاج الوطني من مستنقع “الرداءة” الذي غرقت فيه منذ سنوات، ولا أقصد الإنتاج الدرامي فقط، بل كل ما يتعلق بالصناعة السمعية البصرية وحتى الحصص التلفزيونية وإعطاء الفرصة للكفاءات والمواهب الشابة الحقيقية بعيدا عن منطق المحسوبية، مشيرا الى طموحه بأن يعود الإنتاج الفني بشقيه التلفزيوني والمسرحي إلى المكانة المهمة التي كان عليها في سنوات السبعينات والثمانينات. نسرين أحمد زواوي