ارتفع عدد قتلى تظاهرات الخميس، في السودان، إلى ثلاثة، بعد وفاة متظاهر متأثراً بجراحه، في حين دعت تجمعات مهنية ونقابية وتحالفات معارضة، لتسيير “موكب التنحي”، الجمعة. وقال نشطاء سودانيون، إنّ متظاهراً توفي بعدما أُصيب بعيار ناري خلال اشتباكات مع الشرطة، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من جراء العنف في العاصمة الخرطوم إلى ثلاثة. وقال النشطاء، بحسب ما أوردت “أسوشييتد برس”، إنّ المتظاهر توفي في المستشفى في وقت مبكر من يوم الجمعة، بعد يوم من اشتباك الآلاف من المتظاهرين المطالبين برحيل رئيس البلاد عمر البشير مع الشرطة. وفي وقت لاحق، ذكرت “رويترز” أنّ الشرطة السودانية أطلقت الذخيرة الحية، صوب نحو ألفي مشيّع في حي بري خارج منزل المتظاهر معاوية عثمان (60 عاماً)، والذي توفي اليوم الجمعة، بعدما أُصيب بالرصاص، أمس الخميس. وأصدرت لجنة أطبّاء السودان المركزية بياناً، أكدت فيه مقتل اثنين من المتظاهرين السلميين نتيجة للعنف المفرط الذي استخدمه النظام في مواجهتهم، أمس الخميس، خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم. وذكر البيان أنّ القتيلين هما الطبيب بابكر عبد الحميد، الذي أصيب بطلق مباشر في الرأس، والطفل محمد عبيد (14 عاماً)، الذي أصيب بطلق ناري أيضاً في الرأس، بالإضافة إلى 9 من الإصابات الخطيرة معظمها بالرصاص. ورداً على ذلك، قررت لجنة الأطباء سحب جميع الأطباء من مستشفى الأمل التابع لجهاز الأمن والمخابرات، ومن المستشفيات التابعة للشرطة، احتجاجًا على “ما يقوم به الأمن والشرطة من قتل للمتظاهرين السلميين بدم بارد”، وفق ما جاء في بيانٍ للجنة. وفجر الجمعة، دعا تجمّع المهندسين السودانيين، وثلاثة تحالفات للمعارضة، للتوجه إلى مكان الاعتصام بمستشفى “رويال كير”، شرقي الخرطوم، وأعلن عن تسيير “موكب التنحي” في كل مدن البلاد. جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن تجمع المهندسين (مستقل يضم أطباء ومعلمين ومهندسين)، وثلاثة تحالفات معارضة: “نداء السودان” و”الإجماع الوطني” و”التجمع الاتحادي” المعارض، وأوردته وكالة “الأناضول”. وأورد البيان: “تظل دعوتنا متواصلة للتظاهر، وندعم الاعتصام أمام مستشفى رويال كير لتحدي صلف النظام”، مضيفاً أنّ “الاعتصام المتصاعد بمستشفى رويال كير، ربما سيقلب المعركة في أي وقت، وندعو الثوار للتوجه إلى مكان الاعتصام دعماً له”. وكشف البيان عن تسيير “موكب الشهداء”، الأحد المقبل، بمدينة أم درمان، غربي الخرطوم، نحو مقر البرلمان السوداني، بالتزامن مع تظاهرات بأحياء العاصمة. كما حدّد يوم الثلاثاء المقبل لتنظيم مواكب جماهيرية مسائية في مناطق الحاج يوسف وأمبدة، بالتزامن مع عدد من المدن يعلن عنها لاحقاً. وأعلن التجمع وتحالفات المعارضة عن تسيير “مواكب التنحي” في كل مدن السودان، الخميس المقبل. ومساء الخميس، اعتصم المئات من المتظاهرين أمام مستشفى “رويال كير” في حي بري، شرقي الخرطوم، احتجاجاً على قتل متظاهرين في الاحتجاجات، وللمطالبة بإسقاط النظام. وبدأت الاحتجاجات الشعبية في السودان في 19 ديسمبر الماضي، وشملت نحو 25 مدينة سودانية وعدداً من القرى، خرجت بداية ضد الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، لا سيما بعد رفع سعر الخبز، ورفع المتظاهرون خلالها سقف مطالبهم إلى إسقاط النظام. وقالت المعارضة وجماعات حقوقية، إنّ 40 شخصاً على الأقل قتلوا من جراء عنف الشرطة في الاحتجاجات، بينما اعترفت الحكومة فقط بمقتل 24 شخصاً. والإثنين الماضي، جدّد الرئيس عمر البشير اتهامه من سمّاهم “أعداء السودان” بالعمل على زعزعة الأمن في بلاده، معتبراً أنّ التظاهرات الحالية لن تسقط حكومته، وأنّ الفيصل في ذلك هو صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة المقررة في 2020.