شعيت ظهر أمس، جنازة رئيس المجلس الدستوري الراحل، مراد مدلسي، بمقبرة بن عكنون في العاصمة. وشارك في مراسيم تشييع الجنارة، مسؤولون وإطارات سامية في الحكومة، يتقدمهم رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، والوزير الأول، أحمد أويحيى، وأفراد الطاقم الحكومي. وحضر الجنازة شقيقا رئيس الجمهورية، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، ورؤساء حكومات سابقين، من بينهم عبد المالك سلال. وتوفي الفقيد، صبيحة أمس، عن عمر ناهز 76 سنة، إثر مرض عضال، حيث تقلد عدة مناصب عليا في الدولة، كما عين وزيرا على رأس العديد من القطاعات، منها وزارة المالية، الخارجية والتجارة، وكذا منصب مستشار برئاسة الجمهورية. ..أويحيى: الفقيد تفانى في خدمة بلاده بعث الوزير الأول أحمد أويحيى برقية تعزية لأسرة رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي, الذي وافته المنية الاثنين, أبرز من خلالها مناقب الفقيد الذي “تفانى في خدمة بلاده” من خلال المناصب السياسية والوزارية العديدة التي شغلها “بكفاءة واقتدار”. وأشاد الوزير الأول في برقيته بتفاني المرحوم ”في خدمة بلاده من خلال المناصب السياسية والوزارية العديدة التي تولاها وشغلها بكفاءة واقتدار قبل أن يصبح رئيسا للمجلس الدستوري إلى أن وافته المنية”.كما تابع مخاطبا أسرة الراحل “وإذ أشاطركم الآلام والأحزان على رحيل هذا الرجل الذي، أخلص في خدمة بلاده، فإنه لا يسعني وقد قضى الله أمره، إلا أن أتقدم إليكم وإلى ذوي الفقيد جميعا، بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة والتعاطف، داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل مثواه جنة النعيم مع الصديقين والأبرار، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يلهمكم جميل الصبر وعظيم السلوان ويجازيكم عنه خير الثواب، إنه السميع المجيب”. ..الأرندي، حطاب، غول وبطاش يعزون وكتب الأرندي في صفحته الرسمية عبر موقع "الفايسبوك"، "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت أسرة التجمع الوطني الديمقراطي نبأ وفاة المرحوم مراد مدلسي رئيس المجلس الدستوري، وعلى إثر هذا المصاب الجلل يتقدم الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيى، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء الحزب إلى أسرة الفقيد بأخلص عبارات التعازي والمواساة". وعبر وزير الشباب والرياضة، محمد حطاب، عن تضامنه مع عائلة الفقيد، حيث كتب قائلا "أمام قضاء الله وقدره لايسعني إلاّ أنْ أتقدّم إلى عائلة الفقيد وإلى كافة إطارات الدولة وكلّ من عرفوه، بخالص العزاء وصادق المواساة". وعزى رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، عمار غول، عائلة مراد مدلسي، حيث كتب في صفحته الرسمية عبر موقع "الفايسبوك"، قائلا "يتقدم رئيس الحزب عمار غول، أصالة عن نفسه ونيابة عن إطارات ومناضلي حزب تاج إلى أسرة الفقيد بأخلص عبارات التعازي والمواساة، داعين المولى عزّ وجل أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان". كما عزى رئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، عائلة الراحل، قائلا "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ السيد مراد مدلسي، وعلى إثر هذا المصاب الجلل أتقدم أمام عائلة المرحوم والشعب الجزائري بأصدق عبارات التعازي والمواساة، راجيا من الله عز وجل أن يتغمد المرحوم في واسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان". .. هذه الإجراءات التي ستتخذ بعد وفاة مدلسي ينتظر أن يعين رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، رئيسا جديدا للمجلس الدستوري، استنادا للمادة 183 من الدستور. ويتوقع صدور مرسوم رئاسي في أقرب الآجال، لتسمية خليفة رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي الذي وافته المنية صباح اليوم، بمسكنه العائلي بنادي الصنوبر، وذلك للإطلاع بالمهام الدستورية لإستقبال ملفات المرشحين للإنتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 18 أفريل القادم. وتنص المادة 81 من النظام المحدد لقواعد عمل المجلس الدستوري، بأنه في حالة وفاة رئيس المجلس الدستوري أواستقالته، يجتمع المجلس الدستوري برئاسة نائب رئيس المجلس ويسجّل إشهادا ذلك، ويبلغ رئيس الجمهورية فورا، الذي بدوره يستند للمادة 183 من الدستور التي تخول له تعيين رئيسا جديدا للمجلس الدستوري. وتؤكد الفقرة الرابعة من نفس المادة أنه "يعين رئيس الجمهورية رئيس ونائب رئيس المجلس الدستوري لفترة واحدة مدتها ثماني سنوات". وشغل مراد مدلسي، رئاسة المجلس الدستوري سنة 2013، ليستمر فيه إلى غاية أن وافته المنية صبيحة اليوم، دون أن يستكمل عهدته كاملة. وكان الفقيد، وهومن مواليد 30 أبريل 1943 بولاية تلمسان، قد تولى قبل رئاسة المجلس الدستوري، عدة مناصب منها وزيرا للشؤون الخارجية ما بين 2007 و2013، كما شغل منصب وزير للميزانية (2007/2005)، ومستشار لدى رئاسة الجمهورية من سنة 2002 الى 2005، وقبلها وزيرا للتجارة ما بين سنتي 1988 و1989 وعين في سنة 1991 وزير منتدب لدى الخزينة ثم أعيد تعينه وزيرا للتجارة سنة 1999 الى غاية 2001. كما نشط الفقيد في مجالات متعددة سياسية واقتصادية وثقافية على الصعيدين الوطني والدولي منها مؤسسة الامير عبد القادر التي كان نائبا لرئيسها سنة 1996، وعضومؤسس لجمعية العلاقات الدولية سنة 1997 ورئيسا مؤسسا لجمعية الفعالية والنجاعة للمؤسسة الاقتصادية سنة 1998. وعلى الصعيد الدولي كان الفقيد ضمن مجموعة الشخصيات البارزة للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وذلك بين سنتي 2003 و2005.