اعطت أول أمس وزيرة الثقافة مريم مرداسي اشارة انطلاق الدورة التاسعة من “الايام الجنوب للمسرح” بحضور الفرق المشاركة وعدد من الفنانين والمختصين إلى جانب الاسرة الاعلامية،وجمهور غفير متتبع للفن الرابع. وفي كلمة لها بالمناسبة أثنت وزيرة مريم مرداسي على الدور التربوي الذي يقدمه المسرح للمجتمع، كما أشادت بدور المسرح في تنظيم هذه الأيام التي تعنى بمسرح الجنوب، وذلك حسبها دليل لترابط الفعلي بين مسرحيين الشمال والجنوب وقالت بهذا الصدد” مضيفة بأن الأيام المسرحية للجنوب في طبعتها التاسعة بتنظيم المسرح الوطني الجزائري، ونحن نثمّن هذه المبادرة التي نرى فيها أنّها ستتيح مِساحات كبيرة للمهتمين بالمسرح عبر العروض المسرحية والمداخلات والورشات لتحقيق التواصل بين الكوميديين والجمهور من أجل اختبار تجاربهم الابداعية الجديدة على الركح بحكم أنه هو الفاصل في نجاح التجربة من عدمها… وما يحسب لهذه الطبعة أنّها تقف موقف المشجع والمرافق لفرق الجنوب من جمعيات وتعاونيات عبر منجزاتهم المسرحية الباهرة التي ستكون لا محالة للمختصين والمهتمين اكتشافا جديدا للطاقات الكامنة في أعماق الجنوب”. كما اشارت بان هذه الأيام ستكون فرصة سامحة لنعيش فيها الفرجة الدرامية رفقة وافديه على مرة ستة أيام” مضيفة ” في مُناسبَة يَتواصل فيها الفن الرابع مع محبِيهِ من شمالِ الوطنِ وجنوبِه… تأتي الأيامُ وضيفَ شَرفِها مَدينةُ جَانِت، في مَقامِ العِزة بمكاسبها الثقافية وتراثِها بأنساقه.. من جهة أخرى تحدثت عن المسرحين الجنوب والذين ساهموا بكل الاشكال في تطوير الحركة المسرحية بالجنوب، حيث قالت “نَلتَقي وقد أوْرَثتنَنا منطقة الجَنوبِ أسماء مهمة تركت ولا زالت بصمتها المتميزة َ في الذاكرة المسرحية ضمن نخبة الفَنانِين الدراميين الجزائريين في كل فروعه.. ومن جهة اخرى عددت الوزيرة تجارب المسرح الجنوب وقالت في هذا السياق “تتعدد ُ تَجارب المسرح ِ بالجَنوبِ من حيث سعي صناع العرضِ المسرحي إلى كسب الرهانِ التميزِ وتَحقيقِ الخصوصية في العملِ الإبداعي ضمن هذا التوجه” مشيرة بأن هذِه الدورة ستسعى إلى طرحِ عبر مساحتها الفكرية المعنوية ب “تَجارب من مسرح الجنوبِ وعن الإخراج في منجزة”، إلى رصدِ بعض التجارب المسرحية بالجنوب الجزائري، وإلى تَمكِينِ صناع العروض المسرحية من التحدث عن تجاربهم المُتميزة”. من جهته ركز محمد يحياوي في كلمته عن اهمية هذه الفعالية في التعرف عن قرب عن اخر انتجات المسرحيين بالجنوب والتي قال عنها” إنه فن يمتزج بعبق الصحراء وأصالتها ويمد جذوره العميقة في حضارة عريقة تعود إلى فجر البشرية، هذه الثقافة التي يمتزج فيها الحكي والملاحم والرسوم والنقوش الحجرية العتيقة والشعر الجميل والأداء المسرحي المعبر… إنه فن غني وثقافة متجذرة مؤثرة في محيطها ومساهمة في كل عصر وأوان”، مضيفا بان تجدد اللقاء سيمنح على مدار ستة أيام لتقديم نشاط متنوع يشمل عروض مسرحية ونشاطات جوارية ولقاءات وندوات فكرية حول الشأن المسرحي بالجنوب الجزائري بعرض التجارب المسرحية ومشاركة الفاعلين وصناع العروض المسرحية ، كما يشارك الأكاديميون ورجال الإعلام في مناقشة العروض المسرحية وإثراء الحوار والنقاش حول الفعل المسرحي بالجزائر ، منوه للتعاون ايجابي الذي تم مع بيت الشعر مؤخرا، حيث كان حسبه تعاونا مثمرا من خلال برنامج واسع غاص في عمق ثقافتنا المسرحية. وتواصل حفل الافتتاح بتقديم عمل اوبيراتي يحمل عنوان “نزيف الذاكرة” شارك في صناعتها 20 مسرحيا، وهو عمل من سجل المسرح الملحمي من النصوص الشعرية لستة كتاب جزائريين وعرب كبار كيفها وأخرجها نبيل أحمد ماسي، وتبرز “نزيف الذاكرة” المقتبسة من نصوص الجزائريين عثمان لوصيف ومحجوب بلول والسوريين سليمان العيسى ونزار قباني والعراقي كاظم جواد والسوداني محمد الجواهري، عظمة الثورة الجزائرية التي دخلت العالمية لأنها أصبحت رمزا للمقاومة والنضال في سبيل حرية الشعوب، وتدعو الأوبريت التي تضم سبعة لوحات على مدار حوالي 40 دقيقة المشاهد إلى إعادة الاطلاع في الوقائع للثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي منذ التحضيرات إلى غاية الانتقال الى العمل، مركزة على دور المرأة والتزامها واللاتي ترمز إليهن شخصية المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد التي عانت من ويلات التعذيب المنتهية في فرح الانتصار الذي يسجل استقلال الجزائر.