عرض أول أمس بفضاء ديسبان دوفلوران بفرنسا المخرج المسرحي الجزائري حمة ملياني مسرحيته الموسومة "من الأندلس إلى فلسطين"، وهذا في إطار مهرجان حقوق الإنسان وثقافات العالم بفرنسا المؤسس من قبل "جورج بوكوف" والذي يهدف لحماية الحقوق والحريات الشخصية والدفاع عن الأقليات واسترداد القطع التراثية المنهوبة ومناهضة كل أشكال التمييز العنصري. وحسب ما صرح به المخرج "حمة ملياني"، فالعرض هوعبارة عن تركيب شعري وموسيقي جاء تكريما للشاعر الراحل محمود درويش، وهذا بمشاركة كل من هؤلاء الممثلين سفيان حرشاوي، مريم علال، أريس ملياني، جيلالي خديد، بالإضافة إلى فرقة القدس ذات العزف العالمي والتي تضم كل من الفنانة الفلسطينية عبير حماد العريفي، ونسيم القودام، ماهر بلحاج، لوتيست. وأوضح المخرج أنه قام بإنتقاء الأشعار التي كتبها المرحوم محمود درويش خلال أسفاره إلى إسبانيا والمثيرة لقضية فلسطين الجريحة التي شكّلت حضوراً موازياً لمأساة الأندلس، هاته الأخيرة التي طالما اعتبرها الشاعر جسرا للعبور إلى مآربه؛ لما تمثله في الوجدان العربي من رؤى ودلالات توقظ الذاكرة، وتحرك الوجدان. وقال" ملياني" بخصوص الرسالة التي أراد بعثها على ركح الخشبة: " أنه ثمة ترابط بين الماضي والوقت الراهن، عبر إسقاط تجارب الماضي على الحاضر من حيث الإيحاء بالتمازج بين التجربتين التاريخيتين، فبالأمس الأندلس واليوم مأساة الشعب الفلسطيني التي تنتهك أرضه وعرضه من قبل المجرمين الصهاينة في ظل الصمت والتواطؤ الدولي والعربي المتخاذل، وهوما حاول تسليط الضوء عليه من خلال قصائد شاعر المقاومة الفلسطينية الراحل درويش". للعلم "حمة ملياني" ممثل درامي ومخرج مسرحي وكاتب روايات وسيناريوهات، أنجز العديد من العروض السينمائية الموجهة للشباب، ومؤخرا تقدم بسناريومسلسله "سيغا" للتلفزيون الجزائري وينتظر الموافقة ليشرع في إنجازه والمتكون من 9 حلقات يعالج مشاكل الشباب في الجزائر وطموحهم للسعادة وحياة أفضل. هذا وقد نال "حمة" العديد من الجوائز والتكريمات منها الجائزة الدولية الأولى "آم آن آس تي" لحقوق الإنسان عن نص مسرحيته "غضب العاشقين" من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة، كما تحصل على الجائزة الدولية للمسرح والموسيقي تقديرا لمشواره الإبداعي.