أكد بطل فيلم “أبو ليلى” للمخرج أمين سيدي بومدين، الممثل سليمان بنواري أن الفيلم لم يطرح فقط موضوع الإرهاب، بل تجاوز ذلك من خلال طرح عدة قضايا منها ما هي فلسفية تتعلق بالوجود الإنساني، وأخرى تتعلق بأثير الأسطورة في المجتمع، وجاء ذلك في قالب يمزج بين الواقع والخيال. قال بنواري خلال ندوة صحفية عقد أول أمس، عقب عرض الفيلم الجزائري “أبو ليلى” للمخرج أمين سيدي بومدين، في افتتاح “أسبوع النقاد الدولي” مهرجان القاهرة السينمائي، أن الفيلم هو مغامرة مجنونة، وهو طرح لمرحلة معينة عاشتها الجزائر لكن بصورة مغايرة بعيدة عن السياسة، والتركيز فيها على وقائع تلك المرحلة على نفسية المجتمع الجزائري، مشيرا أنه أصعب ما وجهه في تجسيد شخصيته “سمير” بالفيلم هو ذلك انتقال من نفسية إلى نفسية ومن حالة إلى حالة أخرى ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى، باعتبارها شخصية مركبة تستدعي الكثير من التركيز والتأمل، وبخوص موضوع الفيلم أكد المتحدث أن الإرهاب والعنف نوعان من الجنون والضعف، وتحدث بنواري عن كون الفيلم محاولة لطرح مرحلة معينة في الجزائر ولكن بصورة مغايرة من خلال تشريح شخصيات دخلت في دوامة من العنف. وأضاف بنواري أن الفيلم يتجاوز مجرد موضوع الإرهاب، ليتحدث عن قضايا أخرى بعضها فلسفي والبعض الآخر حول الإنسان عموما وعن تأثير الأسطورة في المجتمع، وكل ذلك دون التفرقة بين الواقع والخيال من وجهة نظر البطل التي يقدمها، مشيرا إلى أن شخصيته تقدم لمحة عن الجنون الذي يسري في المجتمع، وكيف أن العنف مجرد ستار لضعف الشخص الذي يمارسه. كما رفض بنواري الحديث عن مشاهد عنف بعينها عاشها وهو طفل في الجزائر، لكنها ظلت عالقة بذهنه، قائلا إنه لا يريد أن يتذكرها لكونها مؤلمة للغاية. يتناول فيلم “أبو ليلى” طيلة 140 دقيقة وهو إنتاج جزائري –فرنسي –قطري سنوات الإرهاب في التسعينيات من القرن الماضي من خلال قصة الشابين سمير(سليمان بن نواري) و لطفي (اليأس سالم) اللذان يقومان بمطاردة الإرهابي الخطير “أبو ليلى” عبر الصحراء، الفيلم الذي عرض في ماي الماضي بمهرجان “كان” الفرنسي في فئة “أسبوع النقد” و مؤخرا في مهرجان سرايفو “بوسنة و الهرسك”، هو أول عمل مطول لمخرجه أمين سيدي بومدين الذي سبق و أن قدم شريطين قصيرين “غدا الجزائر” و”الجزيرة”.