يحتضن عشية الغد المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، ثالث أجدد انتاجاته لهذا الموسم، بعد مسرحية “جي بي أس” للمخرج محمد شرشال”، و”راجعين راجعين” للمخرجة حميدة آيت الحاج وهي مسرحية “الزاوش” التي اقتبسها وأخرجها كمال يعيش، وجسدها ركحيا كل من رانيا سيروتي التي تعود لجمهورها بعد غياب دام لسنوات، والممثل إبراهيم شرقي. مسرحية “الزاوش” يقول عنها مخرجها أنه حاول إسقاط موضوعها على واقع حال جزائر اليوم، من خلال تسليط الضوء على تدهور طبقتها المثقفة، وذلك في قصة تحبك في مكالمة هاتفية غير منتهية بين عجوز وشاب، تتناول مواضيع عدة منها ما تمس الواقع السياسي والاجتماعي للجزائر منذ استقلالها، وبالأخص خلال الفترة الأخيرة، مشيرا أنه اعتمد في تقديم العرض القالب الكوميدي حيث تنطلق فيه المشاهد المسرحية الأولية، لينقلب إلى تراجيديا في آخر العرض. من جهتها تحدثت بطلة العرض والعائدة بعد غياب طويل دام لسنوات، أن هذه المسرحية التي ستعيدها للجمهور ستجسد فيها دور عجوز فقدت الكثير ولم يبق لها إلا بيانو من علامة تجارية مرموقة، التي تجد نفسها مضطرة لبيعه بوضع إعلان في جريدة. وأضافت المتحدّثة أن العجوز تمثل في المسرحية الجزائر التي عانت ومازالت من أزمات وهزات، أما إبراهيم شرقي فعبر عن سعادته في مشاركته في هذا العمل المسند للمخرج كمال يعيش، وقال أن الدور الذي سيجسده “الزاوش” ويقصد به طائر الدوري المحب لإفساد الثمار، رجل يريد تحطيم حياة العجوز الطيبة، وبعد أن يحقق مبتغاه يقوم باحتلال فضائها دون أي اكتراث. للإشارة، احتضن الاسبوع الماضي المسرح الوطني العرض الشرفي لمسرح “راجعين ..راجعين” للمخرجة حميدة آيت الحاج، والتي جاءت باللغة الامازيغية وفي قالب تراجيدي كوميدي، وتعد ثمرة جهود قامت بها فرقة اشتغلت على التكييف الحر للرواية الأدبية “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” لطاهر وطار، حيث اقترح هذا العرض المعتمد على الموسيقى الترقية وإخراج حميدة آيت الحاج باللغة القبائلية والشلحية والشاوية بمساعدة طارق عشبة. وقد أدى كل من الفكاهي حكيم غمرود “الفاهم” شخصية مثقفة تقول كل الحقائق و بلقاسم كعوان “قدون السكير و مجاهد سابق” وطارق عشبة “زوج لويزة” وعبد الرحمان ايكاريوان “رئيس البلدية الفاسد” ويسرة عازب الذي أدت دور زوجة شابة ترفض حتمية القدر ونبيلة إبراهيم “لويزة” ورضوان مرابط “العجوز الحكيم”.