شهدت احتجاجات العراق، الأحد، تصعيدا في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، رافقه قطع طرقات وجسور وإغلاق جامعات ومدارس ومؤسسات، فيما جابت تظاهرات واسعة شوارع البصرة، مطالبة بمحاكمات عادلة لقتلة المتظاهرين، وتشكيل حكومة جديدة مستقلة بعيدة عن هيمنة الأحزاب.ولجأت قوات الأمن إلى استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات، إلا أنها فشلت بسبب أمواج المتظاهرين، الذين تدفقوا على ساحات التظاهر بشكل مستمر. وفي اليوم الأخير للمهلة التي منحها متظاهرو مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) للسلطات العراقية للاستجابة لجميع مطالب المتظاهرين، توسعت رقعة الاحتجاجات في بغداد لتشمل مناطق جديدة قريبة من ساحة التحرير هي ساحتا الطيران وقرطبة، وتجمعات التظاهر السابقة في ساحتي الوثبة والخلاني، وجسري الجمهورية والسنك. وقطع المتظاهرون طريق محمد القاسم الذي يعد الطريق الرئيس الذي يربط مناطق شرقي بغداد، كما أحرقوا إطارات السيارات في عدد من الطرق الفرعية والتقاطعات، على الرغم من استخدام القوات العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، إلا أنها لم تتمكن من فض الاحتجاجات التي تسببت بشلل في حركة السيارات بمناطق وسط العاصمة. وقال ناشطون باحتجاجات بغداد، ل”العربي الجديد”، إن “15 متظاهرا أُصيبوا جراء قمع القوات العراقية، موضحين أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد في مظاهر الاحتجاج. وواصل الآلاف احتجاجهم أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد لرفض قرار الوزارة بإرغام طلبة الجامعات على الدوام وتهديدهم بعقوبات تصل إلى حد الفصل من جامعاتهم.وفي السياق، أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية تلقيها معلومات عن اختطاف ناشط في احتجاجات بغداد. وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي إن عمليات الخطف والاغتيال بحق الناشطين والمدونين مستمرة وتمثل انتهاكا كبيرا لحقوق الإنسان، مبينا، في حديث لراديو محلي، أن المفوضية ستصدر تقريرا في وقت قريب يتضمن أرقاما تتعلق بعمليات الخطف والاغتيال وغيرها أثناء الاحتجاجات.