يحاول الشاعر الجزائريّ طارق ثابت في مجموعته الشعرية الجديدة “الرقص فوق جفون الكلام”، الصادرة في طبعة جديدة عن وزارة الثقافة الجزائرية، أن يبحث عن أضواء مدن بعيدة تهفو نفسُه لبلوغها والإمساك بمباهجها. ويعود تاريخ كتابة قصائد هذه المجموعة إلى الفترة بين عامي 1999 و2015، أمّا مكانيّاً، فهي تعبر عن مكابدات عاشها الشاعر عبر العديد من المدن والعواصم، أهمها باتنة، وأم البواقي، والجزائر، وقسنطينة، والهند، وأبوظبي، وطنجة (المغرب)، وجزيرة الأميرات (تركيا)، وواسط (العراق)، مدن تنقل بينها الشاعر وألهمته قصائده المشحونة بالغربة والأسئلة عن الزمن والأمكنة. قدّم لهذه المجموعة الشاعر عزالدين المناصرة، الذي لفت إلى أن نصوص ثابت، متنوّعة الأجواء، لكنّ إيقاعاتها تتقاطع مع محيط الدائرة التي رسمها الشاعر بين المكان والزمان، وتعود إلى النواة المركزية التي يقف فيها الشاعر وتنطلق منها رؤاه، كأنّها كُتبتْ بشهقة واحدة لم تنقطع. ورأى المناصرة أنّ الشاعر يميلُ إلى لغة الفراغات، إذ "ينقطع السطر الشعريّ الذي يرسم الصورة ويميلُ إلى منفى الذاكرة، وتجرُّه الإنسيابية الرومانتيكية الرمزية نحو قاع الروح بفعل إيقاع التراث". يقول الشاعر في مقطع من قصيدة “الرقص فوق جفون الكلام”: أجوبُ المدارات كي تستفيق، أجرُّ المراكب للغارقين” يُسائلُني الماءُ” كيف الوجوه تُجمّدُ؟ أُسمعُه الرد في ساحة الفجر. يشارُ إلى أنّ طارق ثابت أكاديميٌّ وناقدٌ أيضاً، حاصلٌ على شهادة الدكتوراه في السيميائيات وتحليل الخطاب، ويشتغل أستاذاً محاضراً بجامعة باتنة، أصدر سابقاً مجموعتين شعريتين؛ "إلياذة الأوراس"، و"إفضاءات في أذن صاحبة الجلالة".