كما أوضح المجاهد سي محمد بوزغوب، وهو أحد الأفراد الذين خضعوا للتكوين بسوريا، في مداخلته حول التكوين العسكري أثناء الثورة التحريرية بفوروم المجاهد، أنه كان هناك نوع من التخوف من مصر بخصوص نقل سوريا ل 6 طلبة جزائريين لإنهاء تكوينهم، أي السنة الثالثة بالإتحاد السوفياتي، كون هاته الأخيرة لم تكن تملك الإمكانيات اللازمة، وهذا تزامنا مع إنشاء الوحدة بين مصر وسوريا، ما جعل -حسب شهود عيان- مصر تدعو الطلبة الجزائريين لإتمام تكوينهم بكلياتها للطيران، وهنا -حسب المتحدث- كان المشكل... حيث أن المسؤولين المصرين قاموا بإجراء امتحان للطلبة، تفوق فيه اثنان، ورسب الأربع الباقون عن قصد من طرف المسؤولين، ما جعل المجاهد العقيد نوار العربي في اتصالات حثيثة مع الصين الشعبية، لنقل الطلبة الباقين للتكوين بها. كما أكد المجاهد عبد الرزاق بوحارة، في مداخلته، أن عملية تكوين الإطارات العسكرية كان فيه رؤيا للقيادة، آنذاك، أولها تكوين القادة العسكريين في مختلف المجالات، بهدف دعم وتوجيه صفوف جيش التحرير الوطني، ومواجهة الاستعمار، أما الرؤيا الثانية، فتمثلت في تحضير قوة عسكرية متطورة، وتكون في نفس مستوى القوى العسكرية في الدول المتقدمة بعد الاستقلال، وهو ما يجسده الجيش الوطني الشعبي -حسب قول المتحدث-. وأشار بوحارة، إلى أن أغلب الأفراد الذين خضعوا للتكوين، كانوا طلبة بعد إضراب 19 ماي 1956، والذين فضلوا التكوين العسكري، وتقديم الدعم الكامل والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل تحرر البلاد على مزاولة مشوارهم الدراسي بالكليات العربية، مضيفا أنه لم يكن همهم الحصول على مهنة، بل المشاركة بأحسن طريقة وعلى أكمل وجه في الاستقلال. من جهته، كشف المجاهد العقيد سي شايشي البغدادي، أن فتح أبواب جامعات الدول العربية لتكوين الإطارات العسكرية، كان ضرورة حتمية عليها، كون شعوبها كانت فخورة بحرب الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، وخوفا من حدوث مشاكل داخلية قامت بهذه العملية، موضحا أن القادة الجزائريين الذين تكونوا في هاته الكليات، شاركوا في العديد من الحروب، كالعدوان الثلاثي على مصر وحرب فلسطين. وأضاف المتحدث، أن عدد الأفراد الذين تم تكوينهم بكليات الدول العربية الشقيقة، قدر ب 750 إطارا عسكريا في مختلف الرتب وفي مختلف الأسلاك الحربية، سواء في مجال قوات المشاة والطيران والبحرية والإشارة والتكوين اللاسلكي، والذي قال بخصوصها المتحدث إنه قد تخرج من مدرسة الغرب المنشأ سنة 1956، والثانية بتونس المنشأ سنة 1958، ما يقارب 850 ضابطا وصف ضابط ساهموا في إنشاء خطوط اتصال واسعة وشفافة ودقيقة، مكنت من التواصل بين مختلف وحدات المجاهدين والاتصال كذلك خارج الوطن.