أثارت تغريدة كتبها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه على تويتر، موجها كلامه إلى السلطات المغربية فيما يشبه الأمر، لتأمين عودة الفرنسيين بالمغرب إلى بلادهم، انتقادات واسعة في صفوف المغاربة، الذين ذكرتهم لهجة التغريدة بأيام الاستعمار الفرنسي لبلادهم. وكتب الرئيس ماكرون حاثا السلطات المغربية على تسهيل عودة مواطنيه من المغرب إلى فرنسا، بالرغم من اتفاق البلدين على تعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية بينهما، وقال: "أطلب من السلطات المغربية التأكد من القيام بكل ما هو ضروري في أقرب وقت ممكن"، وخاطب المواطنين الفرنسيين قائلا: "إلى مواطنينا الذين تقطعت بهم السبل في المغرب: يتم تنظيم رحلات جديدة للسماح لكم بالعودة إلى فرنسا". وقرر المغرب في وقت سابق تعليق، وحتى إشعار آخر، جميع الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين، من وإلى فرنسا وعدد من الدول الأوروبية والعربية والإفريقية. وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن الملك محمد السادس أجرى مشاورات مع ماكرون، قبل اتخاذ هذا القرار نتيجة لتفشي "جائحة فيروس كورونا". ولم يتقبل المئات من المغاربة، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، نص تغريدة الرئيس الفرنسي، التي رأى المغاربة أنها تحمل لكنة "الاستعلاء"، وإصدار الأوامر لسلطات دولة أخرى دونَ التقيد بلغة الخطابة، والبرتوكول. وعلقَ أحد المتابعين على تغريدة ماكرون: "سيدي الرئيس، هل تعتقد نفسك رئيسًا عن مقاطعة فرنسية حتى تصدر أوامرك بهذا الشكل؟"، فيما ذهب آخرون للرد على ماكرون بقولهم: "جرب أن تستعمل هذه اللغة مع دونالد ترامب مثلا"، وكتب آخر على نص التغريدة: "كيف تعطي أوامر لبلد آخر عبر "تويتر"، إنها الروح الاستعمارية، نحن في 2020 أيها السيد الرئيس، استيقظ". وانتشرت تغريدة ماكرون، أيضًا، على وسائل التواصل الأخرى، إذ علق العشرات على موقع فيسبوك، باعتبارها لغة "استعمارية" تبعث على الاحتقار، فيما كتبت سيدة أخرى: "من غير المجدي التعامل مع المغرب بهذه الطريقة، لكن من أجل إعطاء مثال على الإنسانية، المملكة ستتعاون معكم احترامًا لأخوتنا من الفرنسيين.. من الجيد انتقاء الكلمات خاصة إذا كان الأمر يتعلق برئيس دولة". وأعلنت السفارة الفرنسية في المغرب، الأحد، أن آلاف الفرنسيين تمكنوا من مغادرة المغرب نهاية هذا الأسبوع، بعد إعلان الرباط عن تعليق رحلاتها مع كل الدول الأوروبية بسبب فيروس كورونا. وأوضحت السفارة أن رحلات جوية كان تم إلغاؤها من قبل من طرف شركات الطيران، سيتم تنظيمها اليوم الأحد، لإعادة باقي الفرنسيين العالقين في المغرب والراغبين في العودة لبلادهم. وتم تنظيم رحلات استثنائية لإعادة الفرنسيين لبلادهم، انطلاقا من مطارات مراكش وطنجة وأكادير وورزازات، من طرف شركات النقل الجوي ذات التكاليف المنخفضة. ودخل وزير الخارجية الفرنسي على خط أزمة مواطنين فرنسيين وجدوا أنفسهم عالقين في المغرب، بعد اتخاذ الرباط لقرار تعليق الرحلات مع فرنسا بشكل كامل بسبب انتشار فيروس كورونا. وقال جون إيف لودريان، في تدوينة له على حسابه بموقع "تويتر"، السبت، إنه تحدث أكثر من مرة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، من أجل التدخل لإعادة المواطنين الفرنسيين العالقين في المغرب لبلادهم، كما كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدوينة يطالب فيها السلطات المغربية باتخاذ التدابير اللازمة لإعادة مواطنيه لبلادهم. وعرف مطار مراكش، السبت، احتجاج عشرات الفرنسيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في المغرب، دون أن يتمكنوا من إيجاد مقعد للعودة إلى بلدهم، كما فتح مساء نفس اليوم بشكل استثنائي معبر باب سبتة/ شمال المغرب، لمرور الفرنسيين الذين جاؤوا للمغرب بسياراتهم إلى إسبانيا.