أمرت وزارة الخزانة الأسترالية، هيئة مراقبة المنافسة، بوضع مدونة لقواعد السلوك لكل من “فيسبوك” و”غوغل”، من شأنها أن تجبر عملاقَي التكنولوجيا على الدفع لشركات الإعلام الأسترالية مقابل استخدام المحتوى الخاص بهما، وفقًا لما نقلته شبكة ABC نيوز. وكانت لجنة المنافسة والمستهلكين الأسترالية تعمل على تطوير مدونة سلوك طوعية، لكنها أبلغت الحكومة الأسترالية أنه “من غير المحتمل” الحصول على اتفاقية طوعية حول مسألة الدفع مقابل المحتوى. وانخفض عدد الصحافيين الأستراليين العاملين في الصحافة المكتوبة وعبر الإنترنت بأكثر من 20 % منذ العام 2014، بحسب “فرانس برس”. وقد دفع فيروس كورونا الذي أدى إلى انخفاض عائدات الإعلانات في قطاع الصحافة، الحكومة إلى التحرك. وأفادت صحيفة “ذا غارديان” بأن الصحف ووسائل الإعلام الأسترالية تضررت بشدة من جراء الانكماش الاقتصادي بسبب جائحة فيروس كورونا. وطلبت شركات الإعلام الأسترالية الكبيرة من الموظفين إجراء تخفيضات في الأجور، وأوقفت عدة صحف الإنتاج بسبب الانخفاض الحاد في عائدات الإعلانات. وقال وزير الخزانة الأسترالي جوش فرايدنبرغ، الإثنين، إن أستراليا ستسن قانوناً في غضون أشهر (تنتهي مدونة السلوك في يوليو) يلزم “فيسبوك” و”غوغل” باقتسام عائداتهما من الإعلانات مع شركات الإعلام المحلية، لتصبح واحدة من أوائل الدول التي تلزم المنصات الرقمية بدفع ثمن المحتوى الذي تستخدمه. وقال فرايدنبرغ إن هذه الخطوة تأتي بعد إخفاق محادثات مع “فيسبوك” وشركة “ألفابيت” التي تملك محرك البحث “غوغل”، في التوصل لقواعد طوعية لمعالجة شكاوى شركات الإعلام المحلية من سيطرة عملاقي التكنولوجيا على الإعلانات. وأضاف في مقال رأي في صحيفة “ذا أستراليان”: “لم يتم تحقيق تقدم ملموس بشأن القضية الأساسية التي تتعلق بالدفع مقابل المحتوى”. وتبلغ قيمة سوق الإعلانات الإلكترونية بأستراليا نحو تسعة مليارات دولار أسترالي (5.72 مليارات دولار)، سنوياً وقد نمت أكثر من ثمانية أضعاف منذ 2005. وقال فرايدنبرغ إنه مقابل كل 100 دولار أسترالي يتم إنفاقها على الإعلانات الإلكترونية في أستراليا باستثناء الإعلانات المبوبة، يذهب نحو الثلث لغوغل وفيسبوك.