أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) الجمعة، أن ضابط الجيش الذي أعلن نفسه مسؤولا عن مالي، بعد أن قاد انقلابا أطاح برئيس الدولة الاسبوع الماضي، تلقى تدريبا من الولاياتالمتحدة. وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن العقيد أسيمي غويتا، الذي برز يوم الخميس رئيسا للمجلس العسكري الحاكم، عمل سنوات مع قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي تحارب التطرف في غرب أفريقيا. وقال ضباط من البلدين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إنه كان يتحدث بانتظام مع القوات الأمريكية، وكان يحضر تدريبات بقيادة الولاياتالمتحدة. وأضاف الضباط أن غويتا، الذي تلقى أيضا تدريبا من ألمانيا وفرنسا، ترأس وحدة القوات الخاصة في مالي في المنطقة الوسطى المضطربة في البلاد، حيث أقام مقاتلون مرتبطون بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية معقلا أثار قلق قادة العالم. وحسب البنتاغون، فإن غويتا شارك في تدريبات القيادة الأمريكية في غرب أفريقيا المعروفة باسم "فلينتوك"، وحضر ندوة ثنائية جامعية للعمليات الخاصة المشتركة في قاعدة ماكديل الجوية في ولاية فلوريدا. من جانبه، قال المتحدث باسم البنتاغون المقدم بحري أنطون تي سيميلروث: "التمرد في مالي مدان بشدة، ويتعارض مع التعليم والتدريب العسكري الأمريكي". وأضاف أن الجيش المالي لن يتلقى أي دعم إضافي من الولاياتالمتحدة حتى مراجعة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن غويتا قائد كتيبة القوات الخاصة المستقلة، التي تعد واحدة من خطوط الدفاع الأولى ضد المتطرفين. ووفقا لضابط سابق في الجيش الأمريكي كان مقربا منه، فإن غويتا كان أعرب عن إحباطه لزملائه بشأن تصاعد العنف في مالي، وأرسل مقاطع فيديو للقرى المحروقة عبر تطبيق واتساب. وأمضى غويتا -وهو في الأربعينيات من عمره- معظم حياته العسكرية في المناطق التي يكثر فيها المتطرفون، مثل الصحاري الشمالية وبلدات الحامية المركزية. وألمحت الصحيفة إلى أن زعيم الانقلاب السابق عام 2012 النقيب أمادو هايا سانوغو تلقى إرشادا عسكريا أيضا من الولاياتالمتحدة، بما في ذلك تعليم عسكري مهني وتدريب أساسي للضباط. وختمت واشنطن بوست بما قاله المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة الساحل الأفريقي، بيتر فام، إن العديد من الجنود المشاركين في الانتفاضة الحالية من المرجح أن يكونوا تلقوا تدريبات من الولاياتالمتحدة. وقال عن تاريخ التدريب: "هذا ليس مفاجئا لأي شخص لأن لدينا شراكة طويلة الأمد مع قواتها المسلحة". وكان فام أكد الجمعة أن الولاياتالمتحدة علقت جميع أوجه التعاون مع جيش مالي، لافتا إلى أن التعليق إلى حين اتضاح الوضع السياسي بعد قيام ضباط في الجيش بالإطاحة بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا. وكرر فام في تصريحات للصحافيين، "الإدانات الأمريكية للإطاحة بكيتا". وتابع قائلا: "إن قرارا بشأن ما إذا كان سيتم رسميا وصف ما حدث مؤخرا بأنه انقلاب، يتعين أن يصدر بعد مراجعة قانونية".