أعطت أمس وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة إشارة انطلاق الدخول الثقافي لموسم 2020/ 2021، بقصر الثقافة مفدي زكريا وبحضور عدد من الوزراء والمستشارين ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية، والأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية ورئيس سلطة الضبط السمعي والبصري إلى جانب عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي. افتتاح الدخول الثقافي لهذا الموسم، استهل بتدشين الوزيرة معرضا خاصا بالديكور واللباس المسرحي من تنظيم المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي ومختلف المسارح الجهوية أمام الجمهور في إطار احترام إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا، وقد رافقها في ذلك كل من وزير الصناعة فرحات آيت علي براهم ومسؤولي عدة هيئات عمومية. وخلال كلمتها الافتتاحية ثمنت وزيرة الثقافة والفنون بهذه المناسبة التي ستكون تقليدا سنويا، حملت شعار "ثقافتنا في توعنا ووحدتنا" متجددا ومتواصلا على مدار السنة وذلك للاحتفاء بالثقافة ودفعها لتكون في واجهة الاهتمامات، وجاء التأسيس لهذه المبادرة تقول الوزيرة بهدف خلق نوعا من العدالة في توزيع الأنشطة وإعطاء الفكر والفلسفة حقها بعد أن تسيدت الرواية لسنوات الواجهة كما يرمي هذا الحدث إلى إعادة الاعتبار للمثقف والفنان وخاصة الشباب منهم بإعطائهم فرصة الظهور وتثمين إنجازاتهم. وأشارت إلى أن رغم جائحة كوفيد -19، التي ضربت العالم وليس الجزائر فحسب والأضرار التي ألحقت بالقطاع على غرار باقي القطاعات إلا أن الفعل الثقافي لايزال متواصلا، مؤكدة بأن تأسيس هذه المبادرة يتزامن مع الخطوات التي قطعتها الجزائر بفضل الحس المدني والشعبي والإرادة السياسية التي تنمح التقدم في كل المجالات. وفي السياق ذاته، أكدت وزيرة الثقافة والفنون أن منذ اللحظات الأولى من هذا البلاء اختارت الوزارة أن تبقى صامدة في وجهه ولم تنطوي على نفسها ولم تستسلم أمام هذه المحنة القاسية حيث قاومت من خلال اعتمادها على العوالم الثقافية الافتراضية وراهنت على هذا البديل الفعال بدلا الوقف مكتوفي الأيدي وسقوط في اسر الانتظار، مشيرة أنها قامت بالتكفل بكل المتضررين بهذه الجائحة لكل المنتسبين إلى قطاعها خاصة فئة الفنانين، مؤكدة بأنها ستواصل في مسعاها للتغلب على ما تبقى من مخلفات ذلك الوباء، مع مواصلة المسيرة نحو جزائر متجذرة بتنوعها ومتماسكة بوحدتها، وسباقة لاستكمال ثورتها على الصعيد السياسي والاجتماعي وعلى الصعيد الروحي الذي تمنحه الثقافة بكل عطائتها ومورثيها. واعتبرت الوزيرة بن دودة بأن الثقافة يمكن أن تكون بديلا اقتصاديا وبديلا اجتماعيا، وأن الدخول الثقافي بإمكانه أن يعوض الدخول الأدبي المفقود في الجزائر واعتبرته وزيرة القطاع فرصة لتقريب الشأن الثقافي من الجميع وجعله حالة منسجمة مع الفضاء العمومي. وخلال هذا الافتتاح، قدم المسرح الجهوي لقسنطينة مقتطفا من العرض المسرحي "أنزار وبوغنجة"، كما قدم المعهد الوطني العالي للموسيقى عملا من إبداع الأوركسترا بإعادة عرض مقتطفات من الكلاسيكيات العالمية وقطعا من التراث الموسيقي الجزائري، أعيد تعديلها وفق الأوركسترا الكلاسيكية والجوقة متعددة الأنغام. للإشارة، يقترح في هذا الإطار، جناح باية لقصر الثقافة معرضا جماعيا يضم أعمال العديد من الفنانين التشكيلين الجزائريين من بينها لوحات لعبد الكريم كرميش مقتبسة من التيار الشرقي وأعمالا معاصرة للشابة أسماء نوي إضافة إلى تكريم للمستخدمين المعالجين من توقيع عبد الحليم كميش. كما يقترح هذا المعرض الذي تشرف على تنسيقه أمال ميهبوب تحت عنوان "نسمة فن"، لوحات لسهيلة بلبحار ورشدي بسايح وموسى بوردين ومنمنمات لجازية شريح ومنحوتات لجنات دحال وعبد الوهاب سلكة. من جهة أخرى تم تخصيص جناحا لعرض أعمال الكاتب محمد ديب بمناسبة الذكرى المأوية لميلاده،وسيستمر برنامج الدخول الثقافي إلى غاية 7 أكتوبر القادم بجملة من الحفلات والمحاضرات، لاسيما حول "انجازات المسرح الجزائري منذ 58 سنة"، كما ستحتضن فيلا "دار عبد اللطيف" معرضا للفنان محمد مباركي بعنوان "المحبة الإلهية"، والذي يتضمن لوحات أنجزت خلال فترة الحجر إضافة إلى معرض للصور. وستشهد المكتبة الوطنية تنظيم عدة نشاطات بما فيها محاضرة حول الكاتب الكبير محمد ديب وأخرى تحت عنوان "من أجل فلسفة الثقافة"، تقدمها وزيرة الثقافة والفنون ومن بين النشاطات المبرمجة أيضا بالمكتبة الوطنية، ثمة لقاء وطني لشبكة القصاصين وآخر رفقة الكُتاب الشباب بالإضافة إلى اللقاء الأول لشبكة النوادي والمقاهي الأدبية. كما سينظم دخول ثقافي محلي في كل ولاية بمساهمة المديريات ودور الثقافة.