توج فيلم "جزائرهم" للمخرجة الفرانكو جزائرية لينا سويلم بجائزة مهرجان الجونة السينمائي لأفضل وثائقي عربي، في حفل اختتام دورته الرابعة التي أقيمت في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة يوم الجمعة الفرط. يتناول فيلم "جزائرهم" قصة جديها"عائشة" و"مبروك" في الهجرة ومن خلاله تدخل إلى ذاكرة المهاجرين الجزائريين في مدينة تيير الفرنسية، حيث تعود المخرجة في أول تجربة لها مع الوثائقي الطويل إلى ذاكرتها العائلية عبر قصة عائشة و مبروك اللذان عاشا تجربة الطلاق والانفصال، بعد ستيّن عامًا من زواجهما على أرض الجزائر المستعمرة قبل هجرتهما بحثا عن لقمة العيش. وبعد الانفصال انتقل كلّ منهما للعيش في منزل منفرد، في بنايتين تفصل بينهما عشرات الأمتار، الحفيدة لينا تعود لتلك الذاكرة بحثا عن أسباب الانفصال، لكنها في السياق تكشف لنا جزءا من تاريخ الذاكرة الجزائرية في المهجر. للإشارة، فيلم "جزائرهم"، وهو إنتاج جزائري فرنسي، كان قد اختير ضمن المشاريع السينمائية المؤهلة للتنافس على منح التطوير ما بعد الإنتاج لعام 2019 في صنف الأفلام الوثائقية في مهرجان مالمو السينمائي. وتعتبر المخرجة لينا سويلم خرّيجة جامعة السوربون الفرنسية في التاريخ والعلوم السياسيّة، ابنة لأب جزائري هو الممثّل عزّ الدين سويلم ولأمّ فلسطينيّة هي الممثلة هيام عبّاس، ولدت في فرنسا ونشأت في باريس. وتقرر العودة عبر هذا الفيلم إلى ذاكرتها وذاكرة ستين عاما من الهجرة الجزائرية وعادت جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل إلى فيلم "أيام أكلة لحوم البشر" للمخرج تيبوهو إدكينز، فيما عادت جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي الطويل "سوفتي" للمخرج سام سوكو، أما جائزة نجمة الجونة البرونزية فعادت للفيلم الوثائقي الطويل "صائدو الكمأ" للمخرجين مايكل دويك وجريجوري كيرشاو. وعادت من جهة أخرى جائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل إلى فيلم "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" للبوسنية جاسميلا زبانيتش بينما فاز "الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية بجائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل. للإشارة، يعد مهرجان الجونة السينمائي-الذي تأسس في 2017 واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة الجونة السينمائية.