يعرض هذا الخميس، المركز الجزائري لتطوير السينما، بدار الأوبرا "بوعلام بسايح" بأولاد فايت بالعاصمة، وفي إطار الاحتفالات الخاصة بالذكرى ال 66 لاندلاع الثورة التحريرية، أخر إنتاجاته السينمائية، والمتمثل في الفيلم الروائي الطويل "هيليوبوليس" من إخراج جعفر قاسم. يأتي عرض الفيلم بعد أن اختارته لجنة انتقاء الأفلام الجزائرية التي يرأسها المخرج الجزائري المخضرم محمد لخضر حامينا، لتمثيل الجزائر في مسابقة أوسكار أحسن فيلم روائي طويل دولي (فيلم ناطق بغير اللغة الإنجليزية) التي تنظمها الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة، التي تشترط على الأفلام المرشحة في قائمتها الأولية أن يكون العمل قد عُرض تجاريا بإحدى قاعات العرض في بلده الأصلي لمدة أسبوع على الأقل، لكن مع تفشي جائحة كوفيد-19 هذه السنة اتخذت الأكاديمية إجراءات أكثر مرونة تماشيا مع الوضع حيث أصبح على الأفلام المرشحة أن تعرض في القاعات السينمائية ببلدانها قبل تاريخ 31 ديسمبر المقبل بعدما تم تمديد مواعيد العرض بسبب الجائحة. بالعودة إلى فيلم "هيليوبوليس"، فهو فيلم سياسي مقتبس من أحداث واقعية واتخذ من تاريخ 1940 بداية لأحداثه، ورصد في مضامينه الأسباب التي أدّت لمجازر 8 ماي 1945 والتي ارتكب فيها المستعمر الفرنسي فظائعه الإجرامية في حق الجزائريين بسطيف، قالمة، وخراطة، وهو إدانة صريحة للإبادات التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، وعالج ذلك في قصة "زيناتي"، أحد ملاّك الأراضي ببلدة هيليوبوليس بمحافظة قالمة وابن "قايد"، الذي تأثر بالأفكار الإدماجية، غير أن ابن زيناتي، الطالب الشاب، يتبنى المطالب المنادية باستقلال الجزائر، ويشارك في أداء أدوراه كل من محمد فريمهدي، سهيلة معلم ومراد عوديت وفضل عسول ونصر الدين جودي، بالإضافة إلى الممثل عزيز بكروني، ومهدي رمضاني، بالإضافة إلى ممثلين فرنسيين، فيما أشرف على التأليف الموسيقي، الموسيقار، أرماند عمار. الفيلم يعتبر أول فيلم روائي طويل للمخرج جعفر قاسم الذي اشتهر بإخراج العديد من السيتكومات والمسلسلات الناجحة على غرار "ناس ملاح سيتي"، و"جمعي فاميلي"، و"عاشور العاشر" الذي هو بصدد إنجاز موسمه الثالث ليعرض في الموسم الرمضاني المقبل. ..السينما الجزائرية والأوسكار: تعدّ الجزائر البلد العربي الوحيد الذي استطاع الوصول إلى القائمة القصيرة للأوسكار أربع مرات، بفيلم "الرقصة" للمخرج الإيطالي إيتوري سكولا عام 1983 (فيلم مشترك جزائري إيطالي)، وخاصة بفضل المخرج رشيد بوشارب الذي تمكّن من الوصول إلى الأوسكار ثلاث مرات، ما يجعله أكثر مخرج عربي وصل رسميا إلى ترشيحات الأوسكار بمعدل ثلاثة أفلام، هي "غبار الحياة" (إنتاج 1995)، و"بلديون" في العام 2006 و"الخارجون عن القانون" في العام 2011، كما نالت الجزائر سنة 1970 أول جائزة أوسكار في تاريخ السينما العربية عبر فيلم "زاد" وهو إنتاج مشترك جزائري فرنسي للمخرج الفرانكو-يوناني كوستاغافراس. للإشارة، ستوزّع جوائز الأوسكار في دورتها ال93 في 25 أفريل 2021، بدل 28 فيفري بسبب تفشي جائحة كورونا، ويعد هذا التغيير ليس الأول من نوعه في تاريخ الجائزة فهي المرة الرابعة التي يتم فيها تأجيل حفل توزيع جوائز الأوسكار، وكانت الأولى سنة 1938 نتيجة لفيضان بمدينة لوس أنجلس، ومرة ثانية سنة 1968 بسبب اغتيال مارتن لوثر كينغ، والثالثة عام 1981 بعد محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان. كما تجدر الإشارة، إلى أن النسخة ال 92 من الجائزة توج بها الفيلم الكوري الجنوبي "طفيلي" للمخرج يونغ جون، صاحب السعفة الذهبية في مهرجان كان 2019.