سجلت 978 إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) و 21 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة في الجزائر، في الوقت الذي تماثل فيه 605 مريض للشفاء، حسب ما كشف عنه الاثنين، الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، الدكتور جمال فورار. ومن جهته، حذر المختصون في الصحة من الاستهلاك "العشوائي" لمضادات تخثر الدم التي تدخل في إطار برتوكول العلاج الموجه لعلاج فيروس كورونا إلى جانب الأمراض الأخرى خاصة وأن العديد من المواطنين يحاولون اقتناء هذه المادة من الصيدليات بدون وصفة. وشدد رئيس مصلحة التخدير والانعاش بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا البروفسور أمين سالمي على ضرورة "استعمال مضادات تخثر الدم في "مجالها الطبي" وتفادي اقتنائها بدون وصفة محذرا بعض الصيادلة من بيعها خارج التوصيات الطبية مما يشكل خطرا على مستعمليها. وأكد ذات المختص من جهة أخرى أن الاستعمال العشوائي لمضادات تخثر الدم بدون استشارة طبية يتسبب في عدة اثار جانبية خطيرة تؤدي الى المكوث مدة طويلة بالمستشفى تتجاوز تلك التي يقضيها لعلاج المرض نفسه مؤكدا أن هذه المواد التي تدخل في اطار علاج فيروس كورونا "لا تمثل إلا جزء بسيط من الأدوية الموصوفة" ولا يمكن باي حال من الأحوال الاعتماد عليها فقط . ودعا من جانب أخر الصيادلة الذين يقدمون هذه الادوية بدون وصفة الى المزيد من الحذر باعتبار أن كل حالة تستدعي "نوعا معينا" مؤكدا بأن الصنف الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بصفة عامة بواسطة الوصفة الطبية أو بدونها هو دواء "لوفينوكس 0.4 " في الوقت يوصف فيه هذا النوع من الدواء حسب الحالة الصحية لكل مريض . وأوضح بالمناسبة بأن دواء "لوفينوكس" العلامة التجارية لهذه المادة التي تدخل في إطار سلسلة من الجزيئات المعالجة لمضادات تخثر الدم و"ليس المادة الوحيدة" وتستهدف كلها نفس الأمراض التي تستدعي هذا النوع من العلاج مؤكدا بالمناسبة بأن بعضها يتطلب استعمالها تحت المراقبة الطبية بالوسط الاستشفائي فقط . واعتبر رئيس مصلحة أمراض القلب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية نفيسة حمود (بارني سابقا) بحسين داي بالجزائر العاصمة البروفسور جمال الدين نيبوش بدوره أن أصناف مضادات تخثر الدم تستعمل منذ سنوات في علاج عدة امراض ولجوء المرضى الى جزيء واحد (لوفينوكس) بدون وصفة طبية "خطأ فادحا" مشيرا بالمناسبة الى وجود أنواع أخرى بالسوق الوطنية بعضها مستورد والبعض الاخر ينتج محليا ويتم تصديره إلى الدول الأوروبية . وتستعمل هذه الادوية بالمؤسسات الاستشفائية وأخرى يتم اقتنائها من الصيدلية حيث توجه لعلاج الامراض التي تتسبب في انسداد الشرايين بالأعضاء السفلى والرئة والمصابين بالعجز الكلوي وأنواع ثالثة تستعمل وقائيا لدى الحوامل -كما أضاف-. وذكر بالمناسبة بأن استعمال مضادات تخثر الدم في "غير محلها" قد يؤدي إلى انخفاض نسبة صفائح الدم لدى المصاب وإحداث نزيف دموي وظهور بثور بالجلد ومخاطر اخرى . وبخصوص الندرة التي تم تسجيلها مؤخرا بخصوص دواء " لوفينوكس" أرجعها ذات المختص في أمراض القلب إلى الاستعمال الواسع لهذه المادة التي تدخل ضمن سلسلة العلاج الموجه لفيروس كورونا من جهة إلى جانب تحويلها إلى أعراض أخرى على غرار استعمالها من طرف المدمنين الذين يتحصلون عليها بطرق غير شرعية. وأشار البروفسور نيبوش من جهة أخرى إلى أن "نسبة 60 بالمائة من المصابين بفيروس كوفيد-19 يتعرضون إلى تعقيدات القلب محذرا من الاستعمال في "غير محله" لأدوية مضادات تخثر الدم " داعيا إلى ضرورة "ترشيد استعمالها" من طرف المستشفيات ووضع متابعة جيدة لمثل هذا النوع من الأدوية.