اقترح مهنيون في المجال الثقافي يوم السبت بالجزائر العاصمة حلولا لإعادة بعث الإبداع والاستثمار الثقافي عبر رفع العراقيل القانونية والعقبات الإدارية التي يواجهها حاملو المشاريع. ولدى تدخله بمنتدى الاقتصاد الثقافي المنظم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، اقترح المخرج والمنتج بلقاسم حجاج تنصيب لجنة وزارية مشتركة تتكفل بالمشاريع المتعلقة بالاستثمار في القطاع الثقافي. وأكد أن هذه اللجنة التي تضم العديد من الوزارات ستساهم في حل كل الإشكاليات التي تعيق نجاح المشاريع الثقافية، مضيفا أن الصناعة السينمائية والتلفزيونية تبقى قاطرة الإنعاش الثقافي في الجزائر. وبعد أن أشار إلى نقص هياكل الإنتاج وبعد الإنتاج السينمائي مثل استوديوهات التمثيل، اعتبر السيد حجاج أن الإبداع الفني يصطدم بآليات العرقلة. ودعا ذات المتحدث إلى تحسين التكوين الذي يحظى بأهمية كبيرة من أجل الإنعاش الثقافي والسينمائي. من جهته، اقترح رياض عيادي، ممثل أم دي-سيني (مؤسسة متخصصة في التوزيع السنيمائي)، تدابير تتضمن تسهيلات جبائية وتشريعية من اجل تحفيز حاملي المشاريع للاستثمار في الصناعة السينمائية من خلال منحهم امتيازات ضريبية وشبه ضريبية وعقارية. أما بخصوص التمويل، فاقترح المتحدث ذاته منح نسب فوائد محسنة للمستثمرين مع إعفاء ضريبي على المدى المتوسط ودعا الخبير في المقاولاتية فاتح قزيم إلى إنشاء آليات مرافقة عملياتية للمشاريع الثقافية وحاضنة مؤسسية مخصصة للمقاولاتية بهدف جعل المنتج الثقافي مربحا اقتصاديا. واعتبر مدير ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية عبد القادر دحدوح أن الجزائر يمكن لها من خلال إمكاناتها السياحية وثروتها الثقافية والدينية أن تصبح وجهة ثقافية بامتياز, مقترحا خطة عمل لجعل التراث الثقافي موردا اقتصاديا. وأشار رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رضا تير الذي حضر هذا الاجتماع إلى وجود عقبات قانونية أمام تمويل المشاريع الثقافية داعيا في هذا الصدد إلى تذليلها لتشجيع الاستثمار الثقافي. وفي ختام هذه المداخلات, أكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة أن هناك إرادة سياسية لبعث صناعة السينما وتشجيع الاستثمار في القطاع الثقافي. وبعد التذكير بالإجراءات التي اتخذتها وزارتها بالشراكة مع وزارات أخرى, أكدت السيدة بن دودة أن مقترحات المهنيين ستؤخذ بعين الاعتبار من أجل بعث "حقيقي" للإبداع والاستثمار في القطاع الثقافي. ويستمر منتدى الاقتصاد الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون بالشراكة مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حتى يوم الاثنين بمحاضرات تتعلق بالمقاولاتية في القطاع بالإضافة إلى ورشات عمل حول تمويل وتسويق المنتجات الثقافية.