ألمحت وكالة سى إن إن الإخبارية أن يكون قرار جامعة الدول العربية بتجميد عضوية سورية وراءه التعاطف مع الشعب السوري الذي يتعرض لحملات قمع عنيفة من نظام الأسد. وأشارت الوكالة الأمريكية فى تقرير كتبه بن ويدمان إلى أن الحكام العرب لم يتحولوا إلى سلطة الشعب أو لدعم المعارضة التى أهرقت دماءها على يد الأسد، وإنما هناك دوافع أخرى لتصويتهم على تعليق عضوية دمشق بعيدة عن الربيع العربى. وتشير إلى أنه بقدر ما يخشى هؤلاء الحكام المستبدون من شعوبهم فإنهم يخشون أيضا من إيران. وترى أن العقد الماضى كان الأفضل لإيران إذا خلصتها الولاياتالمتحدة من أشد أعدائها فى أفغانستان، حركة طالبان، وكذلك فى العراق بالإطاحة بنظام صدام حسين ليقام نظام سياسى جديد فى بغداد أكثر ودية لطهران. وفى 2006 خرج حزب الله اللبنانى الشيعى المدعوم من إيران أقوى من أى وقت مضى بعد حربه مع إسرائيل المدعومة من واشنطن. ثم فى الانتخابات التشريعية عام2007 أطاحت حركة حماس التى ترتبط بصداقة مع الجمهورية الإسلامية الشيعية، بحركة فتح التى تدعمها الولاياتالمتحدة، من غزة. هذا علاوة على دعم إيران للانتفاضة الشيعية فى البحرين. ومن هذه المكاسب تتزايد المخاوف إزاء طموحات إيران النووية ويتم إذكاء هذا الخوف على مدى العقد الماضى من قبل تل أبيب التى تؤكد أن إيران على وشك إنتاج سلاح نووى. وفى مقابل ذلك، تضيف سى إن إن فإن القوة الأمريكية بالمنطقة بدأت تتراجع. فبنهاية العام ستنهى وجودها العسكري في العراق، وكذلك فى أفغانستان. ولا يلوح فى الأفق علامات بشأن عقد سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين. وتتابع أنه علاوة على القضايا الإقليمية فإن الاقتصاد الأمريكى، وبالتالي نفوذها السياسي آخذ في التراجع. وقد باتت بلدان الشرق الأوسط تنظر لأمريكا باعتبارها مفلسة اقتصاديا. باختصار، تقول الوكالة، هناك فراغ كبير يلوح في أفق الشرق الأوسط، ويمكن لإيران أن تكون المستفيد الرئيسي، لذا فإن تصويت الجامعة العربية والذي قادته السعودية ودول الخليج جاء استجابة لمخاوفهم، خاصة أن سوريا تعد الحليف الأقدم والأكثر قربا لإيران. والتصويت على عزل سوريا يعنى أن حلفاء طهران الآخرين بالمنطقة، حماس وحزب الله، سيعانون أيضا. وتختم الوكالة الأمريكية قائلة إن الأعضاء الباقين بالجامعة العربية يمسكون بكل ما يمكن للتأكد أنه يمكنهم العيش لقمة أخرى ومجموعة أخرى من الصور في مقاعدهم داخل المقر العربي.