حكاية إسرائيل مع إيران تشبه إلى حد بعيد حكاية الذئب الذي أراد أكل الخروف وفق القانون .. قانون الغابة.. فقال له: أريد أكلك لأنك "خوضت" الماء الذي أشربه.. فقال له الخروف: كيف خوضت عليك الماء وأنت في الجهة التي يجري منها الماء؟! فقال له الذئب: لقد فعلت ذلك العام الماضي وليس الآن.. فقال له الخروف: كيف فعلت ذلك العام الماضي وأنا ولدت هذا العام فقط.. فقال له الذئب: إذن والدك هو الذي خوض لي الماء العام الماضي، ولابد أن ترث أخطاءه وتدفع الثمن.. هذا هو قانون الغاب. وهو قانون يشبه إلى حد بعيد قانون مجلس الأمن الدولي وقانون الأممالمتحدة تحت قيادة أمريكا، وقانون الوكالة الدولية للطاقة. ورحم الله الدكتور الشاعر صالح خرفي الذي وصف قانون الأممالمتحدة ومجلس الأمن في الخمسينيات بدقة متناهية في هذه الأبيات الشعرية التي قالها بمناسبة عرض قضية الجزائر على الأممالمتحدة: قالوا منبرا للعدل حق ..... وفيه العدل مختنق أسير فيا جمعية الأمم إما أن تقيمي العدل حقا ... وإلا طواك كعصبة الأمم المصير! الوكالة الدولية للطاقة النووية تتحرك ضد إيران بتزامن مع الحشد الإسرائيلي ضد إيران ويتزامن أيضا مع تصريحات كلينتون التي دعت السوريين المسلحين إلى عدم وضع السلاح والدخول في مفاوضات مع الأسد! ويتزامن أيضا مع حكاية اغتيال السفير السعودي في واشنطن وتمسك السعودية، على غير العادة، بالقصاص من إيران! وتحرك نبيل العربي باسم الجامعة العربية المقبورة ضد إيران عبر ضرب حليفها سوريا على حدود إسرائيل! المشكلة هي أن المنطقة تتجه إلى ترتيبات جديدة تريد أمريكا والغرب جعل المنطقة يحكمها الإسلام الأمريكي مثل إسلام الخليج.. وليس الإسلام الشيعي مثل إسلام إيران! وأن أمريكا والغرب يريدان للمنطقة إسلاما أمريكيا غربيا يمكن أن يستخدم كخط الدفاع الأول ضد القوة الصاعدة العالمية وهي الصين! خاصة وأن الصين أصبحت تجتاح أمريكا وأوروبا بحيويتها الاقتصادية ولم تعد العملاق النائم.. ففي الوقت الذي تحقق فيه فرنسا نسبة نمو تعادل الصفر وتطمح لأن تحقق %0.75 تقول الصين إنها لن ترضى بنسبة نمو سنوية تقل عن %9. معنى هذا الكلام أن إيران هي العقبة في طريق سيادة الإسلام الأمريكي الذي يكتف المنطقة وثرواتها ويسلمها للغرب! وإيران هي العقبة الأخيرة.. لكن إيران التي بدأ برنامجها النووي في عهد الشاه لا يمكن أن تكون مثل العرب المغفلين ويمكن أن تذبح بسهولة هكذا.