أكد أول أمس، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، بأن أعظم شيء نرد به الاعتبار لتركة الشهداء يتمثل في مواصلة بناء جزائر واحدة موحدة بكل فسيفسائها. وأضاف الهاشمي عصاد، في تصريح له على هامش انطلاق فعالية "الجزائر في القلب"، التي تنظم على مدار 3 أيام وتتضمن عدة نشاطات فكرية وثقافية، بأن هذه البلاد الزكية بدماء الشهداء مكانتها في القلب، باعتبارها تركة الشهداء الخالدة، التي يستوجب المحافظة عليها وصون قيمها التي تدعو إلي العيش المشترك والتضامن والتلاحم بين مختلف مكونات الشعب الجزائري، الاجتماعية والثقافية والفنية بامتداداتها الضاربة في عمق التاريخ، معتبرا بأن التنوع الثقافي واللغوي الذي تتميز به الجزائر شكل منذ القدم عنصر تلاقي وتآلف وحالة من الانصهار الإيجابي بين كل الجزائريين، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الوطنية كان لها الدور الكبير في غرس قيم هذا التنوع وسط المجتمع، على غرار الإذاعة الوطنية التي كانت السباقة في إبراز الأمازيغية كمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية. منوها باتفاقية شراكة التي عقدت بين مؤسسته والإذاعة الوطنية في أفريل المنصرم، والتي عززت في ترقية وتطوير الأمازيغية. كما أشار إلى الجهود المبذولة في مجال ترقية الأمازيغية عبر الأثير وعبر الإصدارات الثرية بكل متغيرات اللسان الأمازيغي، مع إرفاق ذلك بإدراج وسائط سمعية بصرية في تسجيل ونشر الأناشيد الوطنية بالأمازيغية، كلبنة أساسية أخرى نحو تعزيز وجود هذا البعد الهوياتي في الفضاء العام الوطني، وتأتي عملية تنظيم هذه الفعالية الموسومة ب "توظيف الأمازيغية في غرس القيم الوطنية عبر الأثير"، استنادا إلى نفس التصريح، لتجسد أولى خطوات هذه الاتفاقية حيث سيتخللها تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحفيين الممارسين باللغة الأمازيغية إلى جانب نشاطات أكاديمية وفكرية متنوعة. ومن جهة أخرى، أشار المتحدث إلى آخر إنجازات المحافظة السامية في هذا المجال، والتي تعمل حاليا على إعداد ترجمة للغة الأمازيغية، بكل مكوناتها، لبيان أول نوفمبر 54، بالإضافة إلى تدوين أناشيد وأغاني بالأمازيغية تعود لحقبة الاستعمار.