من المنتظر أن تعرف صناعة الغزل والنسيج في الجزائر فرصة جديدة للانتعاش مع برنامج الحكومة الأخير الذي يهدف إلى الرفع من نسبة الإنتاج المحلي للنسيج من 10%الى 25% ، ولتحقيق هذا الهدف اتخذت الدولة عدة خطوات لتطبيق خطة تنمية تتضمن تدابير مسح الديون ودعم الشركات المحلية في قطاع النسيج. وقد استفادت المؤسسات العمومية الناشطة في هذا القطاع من مسح ديونها التي قدرت بنحو 62 مليار دينار جزائري وهو ما يسمح للبنك بتغطية العجز المقدر ب 57 مليار دينار جزائري، بالإضافة إلى ديون الاستثمار التي تقدر 5 مليار دينار جزائري. وتعكف المؤسسة على إعادة تأهيل العمال وتجديد العتاد المستغل في الورشات وتوسيع مجموعة المنتجات النسيجية بطريقة تتماشى مع الموضة ومع طلبات المستهلكين وهي المحاور الرئيسية التي ستقام عليها برامج التجديد لمؤسسة Mapap. من جانب آخر، تنفذ المؤسسات العمومية المختصة في النسيج استراتيجيات جديدة لإحياء صناعة الملابس الجاهزة في الجزائر ، بعدما تلقت الدعم اللازم من الدولة لتمكينها من العودة الى السوق المحلية ومحاولة الظفر بحصة فيها. وهو حال المؤسسة الجزائرية للملابس الجاهزةMapap التابعة للمجمع الوطني للنسيج، حيث ستشرع في استهداف شرائح أخرى من الزبائن، وهو ما سيعطي نفسا جديدا للمصنع الذي كان يكتفي بتغطية طلبيات محددة تاتيه من مؤسسات عمومية . وتعكف المؤسسة على اعادة تاهيل العمال وتجديد العتاد المستغل في الورشات وتوسيع مجموعة المنتجات النسيجية بطريقة تتماشى مع الموضة ومع طلبات المستهلكين وهي المحاورالرئيسية التي ستقام عليها برامج التجديد لمؤسسة Mapap يقول السيد المديرالسيد زريفي ، كما ستعمل المؤسسة على انشاء شبكة بيع منتشرة على اكبر مدن البلاد لضمان بيع منتجاتها وتجنب السقوط في فخ الموزعين الذين يشترطون التعامل بدون فوترة لتوزيع منتجات هذه المؤسسات. هذه الجهود ستبقى من دون نتائج ملموسة ، وفقا لبعض الملاحظين ، إذا لم تحظ اساليب ادارة المركبات العمومية للنسيج باعادة النظر مشيرين الى ان المشكل الخقيقي لهذه المركبات هو إهمال أذواق الجزائريين كمستهلكين. وعليه فانه من الممكن جدا إحياء صناعة الغزل والنسيج في الجزائر بحسب الفاعلين في القطاع ، إلا أن الأمر لا يتطلب مسح ديون المؤسسات العمومية أو إعادة تجديد عتادها التقني فقط بل يتعداه إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإعادة تكوين عمالها وتشجيع المصممين والمبدعين الجزائريين ، وكذا ضمان التسويق الجيد للملابس المنتجة في السوق المحلية مع توعية المستهلكين الجزائريين و تشجيعهم على اقتناء الملابس الجاهزة الجزائرية الصنع لان الأمر لا يتعلق فقط بالموضة أو بسعر المنتج فقط بل يتعلق كذلك بحماية وظائف العمال في المصانع و الورشات وكذا الوظائف غير المباشرة الناجمة عن تسويق و إعادة بيع هذه السلع وأيضا حماية الصناعات النسيجية من المنافسة الأجنبية.