تشرف الدكتورة صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون، على الانطلاق الرسمي لهذه التظاهرة من خلال افتتاح أشغال اليوم الدراسي حول "حماية التراث غير المادي ورهانات الهوية"، وذلك اليوم الاثنين بقصر الثقافة مفدي زكرياء، حسب ما أفاد به بيان للوزارة أمس. وأوضح البيان أن التراث الثقافي غير المادي يعد روح الشعوب وخصوصيتها المعنوية، ويعتبر الحفاظ عليه حماية للخصوصيات المحلية والهويات الثقافية، وبالتالي ضمان التنوع الثقافي للبشرية، ويشمل التراث غير المادي على سبيل المثال لا الحصر التقاليد الشفهية والملاحم، والعادات، وأساليب المعيشة، والحرف التقليدية، وما إلى ذلك. واتسع نطاق مفهوم التراث الثقافي بشكل كبير خلال القرن الماضي، وساهمت منظمة اليونسكو بشكل كبير في تحقيق هذا التوسع، والذي يشمل حاليا المناظر الطبيعية، أماكن الذاكرة، وأشكال أخرى مختلفة لها صلة بمفهوم التراث العالمي أو التراث المشترك بين البشر. ونظرا لأهمية هذا البعد الحضاري عند الأمم والدول ومن أجل حماية الثقافات التقليدية للشعوب في عصر طغت فيه العولمة والاتجاه نحو الجوانب المادية لجئت منظمة اليونسكو في تسعينيات القرن الماضي إلى تعريف هذا النوع من التراث على أنه " الممارسات والتقاليد وأشكال التعبير والمعارف والمهارات – وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية – التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي. وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور بإستمراريتها، ويعزز من ثم احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية. ولا يؤخذ في الحسبان لأغراض هذه الاتفاقية سوى التراث الثقافي غير المادي الذي يتفق مع الصكوك الدولية القائمة المتعلقة بحقوق الإنسان، ومع مقتضيات الاحترام المتبادل بين الجماعات والمجموعات والأفراد والتنمية المستدامة". إن قطاع الثقافة والفنون يطمح إلى وضع استراتيجيات جديدة لحماية التراث الوطني بشقيه المادي وغير مادي، و في هذا الإطار تم ضبط البرنامج الثقافي الخاص بشهر التراث هذه السنة من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي غير المادي، و ذلك تحت شعار (التراث غير المادي… هوية وأصالة)، من خلال إشراك كل الفاعلين من خبراء و جمعيات ثقافية و مختصين في مجال التراث الثقافي على مستوى ولايات الوطن، حيث أعد قطاع الثقافة والفنون برنامجا ثقافيا وفنيا خاصا بهذه المناسبة من خلال تظاهرات متنوعة تتضمن محاضرات في الاختصاص، معارض للموروث الثقافي الشعبي، ورشات وملتقيات وأيام دراسية، قعدات تقليدية، مسابقات وسهرات رمضانية، وزيارات ميدانية وجلسات في الأدب الشعبي عبر كل مديريات الثقافة و الفنون للولايات، المتاحف العمومية الوطنية، والدواوين الوطنية للحظائر الثقافية. وتسعى وزارة الثقافة و الفنون إلى التأكيد على أهمية الجانب العلمي في مقاربتها الجديدة لحماية وحفظ موروثنا الثقافي غير المادي من خلال إشراف السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي على الافتتاح الرسمي لشهر التراث عبر تنظيم يوم دراسي علمي تحت عنوان "ترثنا غير المادي هوية وأصالة" يوم الإثنين 18 أفريل 2022 بقصر الثقافة مفدي زكريا ، والذي تهدف الوزارة من خلال تنظيمه إلى إبراز الدور الهام للتراث الثقافي غير المادي في ترسيخ قيم الهوية والأصالة الحقة، مما يسهم في إثراء التنوع الثقافي في امتداده الجغرافي والتاريخي والترويج له عالميا.