دورة تكوينية من أجل حفظ التراث اللامادي في إفريقيا انطلقت أول أمس بدار الثقافة مالك حداد فعاليات الدورة التكوينية لدعم سياسات التنمية في مجال التراث الثقافي اللامادي في إفريقيا:" ورشة عمل لخبراء مسيري المنطقة"، بحضور ممثلين عن منظمات دولية كممثلة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو والأمين العام لمنظمة دراسات ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى رئيسة جمعية أمزاد السيدة فريدة سلال ، حيث يندرج هذا النشاط ضمن فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. ممثل وزير الثقافة أثنى على دور الجزائر في تفعيل العمل و حفظ التراث اللامادي، و اعتبر هذا الأمر يندرج ضمن حفظ الرؤى الإنسانية، حيث أنها استضافت أول مؤتمر دولي مهتم بالتراث اللامادي والثقافات الشفوية، وساهمت في توقيع أزيد من 165 دولة على اتفاقيات 2003 لحفظ هذا التراث ، بالتنسيق مع منظمة اليونسكو الدولية أثناء انعقاد مؤتمر دولي لحفظ التراث اللامادي في الجزائر . المتدخلة سيسيل دوفال ، الأمين العام لاتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي، اعتبرت بأن الجزائر كانت عضوا فعلا من خلال التنسيق مع منظمة اليونسكو عبر التعاون من أجل حفظ التراث غير المادي، متحدثة في نفس السياق عن الموروث الثقافي الجزائري، و كيف تم حفظه من خلال إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث اللامادي، وأعطت نماذج عن ذلك مثل أغاني أهاليل. و يعد الاجتماع خطوة مهمة لتفعيل اتفاقية العام 2003، لصون التراث الثقافي غير المادي، إضافة إلى التعرف على عناصر التراث غير المادي المتواجدة بإفريقيا، و تم تسجيلها ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو ، حيث ستعرض الطرق التي تمت بها حفظ هذا التراث وتقديمه كتراث خاص بإفريقيا ،يثبت خصوصيتها وتفردها عن باقي الثقافات العالمية. و يشمل التراث غير المادي الممارسات الثقافية الحية، ولاسيما التقاليد الشفهية والفنون والممارسات الاجتماعية، و الطقوس، والتظاهرات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المرتبطة بالطبيعة، والصناعة التقليدية، حيث سيقدم خلال الملتقى أزيد من 17 خبيرا أفريقيا. هذا اللقاء، حسب المنظمين ،يأتي في الوقت الذي يشهد العالم تغيرا وانتهاكات مست التراث اللامادي لشعوب وحضارات، حيث أصبح عرضة للإهمال والضياع بسبب فقر المنظومة القانونية وضعْف الوسائل المادية والبشرية الكفيلة بحمايته وتعزيز حضوره في النسيج المجتمعي والثقافي الإفريقي. وشدد المتدخلون على أهمية التراث الثقافي غير المادي ودوره، عبر العصور، في تشكيل الهوية الإفريقية وإكسابها العناصر الضرورية التي تجعلها مختلفة عن سواها ، إذ تبقى منفتحة على باقي الثقافات والهويات الأخرى ولا تفقد جوهرها. فالتراث الثقافي غير المادي، حسب المدخلات التي كانت في اليوم الأول من الورشة التكوينية الخاصة دعم سياسات التنمية في مجال التراث الثقافي اللامادي في أفريقيا و هو تراث متأثر بالأحداث السياسية والاجتماعية التي تتعرض لها القارة الإفريقية ،لذلك وجب الحفاظ عليه من خلال عديد الإرشادات التي نصح بها المتدخلون أين تمت دعوة الحكومات الإفريقية إلى الرفع من الميزانية المخصصة لإدارة التراث الثقافي غير المادي؛ بالإضافة إلى تشجيع الفاعلين، من مختلف التخصصات، على تدوين التراث الثقافي غير المادي و جرده وترتيبه، وحمايته ،بما في ذلك الأعراف والعادات والفنون والحرف التقليدية والمحفوظات الصوتية والغنائية و الموسيقية. و حسب الخبراء ،فإن التراث اللامادي هو كل التقاليد والعادات والمهارات المتوارثة جيلا بعد جيل، وهو أشكال التعبير الشفوي والحكايات الصوتية والموسيقية والغنائية والأساطير والطقوس وفنون الطبخ واللباس، و كذا الأماكن المرتبطة في بهذه النشاطات كالمسارح التاريخية والمدن العريقة التي تسرد أنماط عيش الشعوب. و الجدير بالذكر أن الورشات التكوينية التي شارك فيها الحضور احتضنها فندق ماريوت بقسنطينة طيلة ثلاثة أيام ليسدل عليها الستار اليوم الأربعاء .