أجمع المشاركون في الندوة العلمية التي احتضنتها المكتبة الوطنية أول أمس، بمناسبة اليوم الوطني للكتاب، المصادفة للذكرى 60 لحرق المكتبة الجامعية من طرف المنظمة العسكرية السرية، والتي جاءت تحت عنوان "الكتاب والمكتبة.. تفعيل الذاكرة والابداع"، بدور الكتاب في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، لاسيّما مهامه الرامية إلى تنمية روح الإبداع. واوضح الدكتور منير بهادي، مدير المكتبة الوطنية، بالأهمية التاريخية لهذا الحدث المتمثل في محرقة المكتبة الجامعية، الذي يعتبر أحد أوجه البطش الاستعماري الثقافي الذي اقترفته الأيادي الغاصبة للاستعمار الفرنسي، كما أشار إلى مساعي الهيئات الثقافية وعلى رأسها المكتبات في حماية الرصيد المعرفي وإلى ضرورة التكيّف مع متطلبات العصر الرامية إلى حفظ الكنوز المعرفية، وذلك من خلال تقنيات الحفظ والأرشفة والتخزين. من جهته تطرق الدكتور جمال يحياوي في مداخلته التي جاءت تحت عنوان "حرق مكتبة جامعة الجزائر، بتاريخ 07 جوان 1962″، إلى الحيثيات التي سبقت حرق المكتبة الجامعية، والتي تم التحضير لها بخبث من أجل القضاء على الرصيد المعرفي التي كانت تزخر به المكتبة الجامعية من مخطوطات ووثائق علمية، كما تناول حجم الكارثة والتي عبر عنها بأنّها جريمة دولة بامتياز، والتي بارك لها على غرار القادة العسكريين الفرنسيين ثلة كبيرة من الطلبة الفرنسيين، والصحافة والإعلام الفرنسي، بينما استعرض الدكتور حسن زغيدي في مداخلته "دور الكتاب والمكتبة في الحفاظ على الذاكرة وتكوين الشخصية" مكانة ودور وأهمية الكتاب، ذلك الوعاء الحافظ على زاد الباحثين، الذي يرمز إلى أحد مكوّنات الحضارة، وما يكتنزه من وسيلة سياحية ومعرفة لتوثيق ثروة الشعوب. وفي ذات السياق، تناول الدكتور محمد خاين في مداخلة له جاءت بعنوان "فاعلية الكتاب في حفظ الذاكرة وتعزيز الانتماء الوطني ..الرهانات والإكراهات"، موضوع المطالعة وشدّد على هذه الفعالية الثقافية التي لها دور كبير في تنمية روح المعرفة والبحث للأجيال.