فتح النجاح منقطع النظير في تنظيم ألعاب البحر المتوسط، وكأس العرب للناشئين ، شهية الجزائر لتنظيم بطولات قارية وإقليمية جديدة. مما جعلها تطمح لتنظيم كان 2025 بدلاً عن غينيا، التي تم سحب التظاهرة منها، لعجزها عن تشييد أي ملعب حتى الآن من الملاعب الستة المطلوبة لتنظيم الكان ب24 منتخباً. وبعد تأكد الاتحاد الإفريقي استحالة قدرة غينيا على تنظيم البطولة، لا سيما بعد الانقلاب العسكري الذي عرفته البلاد السنة الماضية، بدأ رحلة البحث عن بلد ينقذ الاتحاد من فضيحة قد تعصف بالبطولة وتضطرها لتأجيل الدورة إلى سنة 2027. ومما زاد من صعوبة إيجاد بديل قبل سنتين من تنظيم البطولة، رفع الاتحاد عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخباً، وهو ما يتطلب إمكانيات كبيرة وبنية تحتية للملاعب ونقل وفنادق لا تملكها إلا دول قليلة في القارة على غرار مصر والجزائر والمغرب وجنوب إفريقيا. ولأن مصر وجنوب إفريقيا نظمتا البطولة قبل سنوات قليلة، والمغرب تسعى لاحتضان البطولة في 2027 لم تتبق سوى الجزائر التي لم تنظم البطولة منذ 35 سنة كهدف للاتحاد الإفريقي لإقناعها بتنظيم البطولة. وفعلاً طار موتسيبي للجزائر بحجة التفتيش والوقوف على جاهزية الجزائر التي ستنظم أمم إفريقيا للمحليين 2023، والتقى خلال الزيارة برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم جهيد زفيزف، ووزير الرياضة عبد الرزاق سبقاق، ثم الرئيس عبد المجيد تبون. . وقال باتريس موتسيبي يومها صراحة إنه يرغب في أن تنظم الجزائر "كان 2025" وهي إشارة واضحة للاتفاق الذي تم بين الطرفين. لاقتناعه بقدرة الجزائر على احتضان التظاهرة الأكبر في افريقيا بالنظر لعدة عوامل تؤهلها لتنظيم كان 2025 ..ملف الجزائر يدرك العام والخاص أن الدول التي يمكنها تنظيم الكان في القارة الإفريقية قليلة جداً، لا سيما بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 بدل 16 منتخباً. وتستطيع كل من جنوب إفريقيا ومصر والكاميرون ونيجيريا والمغرب والجزائر فقط تنظيم الكان بتعديلاتها الجديدة. ويتطلب تنظيم أمم إفريقيا وجود 6 ملاعب على الأقل وفق معايير دولية. وعليه فإن الملف الذي ستقدمه الجزائر للاتحاد الإفريقي يحتوي على 9 ملاعب، وهي: ملعب براقي شرقي الجزائر العاصمة (جديد)، وملعب دويرة غربي العاصمة (جديد)، وملعب 5 جويلية الأولمبي الشهير (ترميم)، وملعب مصطفى تشاكر بالبليدة (ترميم)، وملعب مدينة تيزي وزو (جديد)، وملعب ميلود هدفي بوهران (جديد)، وملعب سيق بمدينة معسكر (جديد)، وملعب حملاوي بمدينة قسنطينة (ترميم)، وملعب 19 جوان بمدينة عنابة (ترميم). ..أفضلية جزائرية وتتموقع الجزائر في أحسن رواق لتنظيم كان 2025؛ ليس لأنها جاهزة فقط من حيث الملاعب والبنية التحتية، وإنما لغياب المنافسة من بين الدول القادرة على تنظيم البطولة. بالنسبة لمصر فقد نظمت الكان سنة 2019، ولا يعقل أن تنظمه مرتين خلال 5 سنوات، أما الكاميرون فقد نظمت البطولة في 2023؛ لذلك فهي مستبعدة من التنظيم ثانية، وفيما يخص جنوب إفريقيا فقد نظمتها هي الأخرى قبل 10 سنوات. وفيما يخص المغرب فتنوي الترشح لاستضافة البطولة سنة 2027، كما نظمت عدة بطولات قارية مؤخراً مثل أمم إفريقيا للسيدات، واحتضنت نهائيين لدوري الأبطال على التوالي، كما نظم بها حفل جوائز الكاف السنوي، ومن غير المعقول منحها تنظيم كان 2025 أيضاً؛ لأن ذلك سيعزز الشكوك التي تتحدث عن سيطرة المغرب على كواليس الاتحاد القاري.