أفتتح أمس، بالمتحف الوطني العمومي أحمد زبانة بوهران، معرض فني يحمل عنوان "الخط العربي في أبجديات الفن التشكيلي"، والذي يأتي بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي المصادف ل 20 نوفمبر من كل سنة، والذي يضم أكثر من 40 لوحة فنية ومنحوتة للفنانين كور نور الدين ومحمود طالب اللذين يعتبران أعمدة الخط العربي بالولاية. ويقدم المعرض الذي حضر افتتاحه جمع من المثقفين والرسامين، ويتواصل إلى غاية 18 ديسمبر المقبل تزامنا وإحياء اليوم العالمي للغة العربية، عصارة التجربة الفنية للفنانين في تطوير المدرسة الحروفية في الجزائر من خلال إبداعات مميزة تحمل لمسة فنية جزائرية، فعلى الرغم من اختلافهما في تناول الخط العربي في اللوحة التشكيلية سواء في طريقة رسم الحروف أو في تركيبها أو أساليبها أو التقنيات المعتمدة في اللوحة غير أن الرسامين تجمعهما قواسم مشتركة وهي شغفهما بالحرف العربي والعمل على إثراء هذا الفن في الجزائر بلمسات جديدة تضفي على التصميم متعة بصرية وقيمة فنية وفكرية، وتتجلى جمالية الخط العربي الذي يعتبر جزء من الفنون العربية والإسلامية في 20 لوحة فنية من الحجم الكبير للخطاط كور نور الدين الذي استعمل فيها جميع التقنيات الذي وظفها خلال تجربته الفنية التي تزيد عن 40 سنة في فن الخط العربي، حسبما أبرزه هذا الفنان الذي كان آخر معرض له في مهرجان البردة بالإمارات العربية المتحدة خلال السنة الماضية. وقد وظف الخط العربي الذي ينتمي إلى الفن الأصيل مختلف المدارس الفنية منها الواقعية بحيث أن فن الخط العربي يعتبر عنصرا أساسيا في تشكيل اللوحة و له قوة تجعله يتأقلم مع الفن التشكيلي و يعطي للوحة بعدا فنيا و فلسفيا، كما أضاف ذات الفنان الذي يعرض أيضا ست منحوتات من الخط العربي ومصنوعة من خشب الزان، و قد استعمل في هذه اللوحات المعروضة التي تعتمد على ألوان مستوحاة من طبيعة الجزائر الخلابة بعض الآيات القرآنية التي تحث على القيم الأخلاقية وإتقان العمل وحب العلم و التحلي بالصبر وغيرها من المضامين التي تجعل المتلقي يقف مشدوها حول جمالية الخط العربي. ومن جهته قدم الفنان محمود طالب من خلال 22 لوحة في الخط العربي والزخرفة المعاصرة أعمالا متميزة وبعيدة عن الأسلوب الكلاسيكي المألوف في فن الخط العربي، حيث أبرز أنه استعمل تقنية المزج بين الخط العربي والنحت وجعل الحرف منحوتا على المساحة المستعملة مع اعتماد ثلاثية الأبعاد في اللوحة دون المساس بأصالته، ويعتبر الكثير من المختصين في فن الخط العربي هذه الطريقة نوع من التمرد غير أن هذه اللوحات المختلفة الأشكال تثري المدرسة الحروفية في الجزائر التي تعرف تطورا وفق ذات الفنان الذي وظف في أعماله أشعار لشاعر الثورة مفدي زكريا ولشعراء آخرين وجميعها تدعو إلى حب الوطن.