حقق قطاع الموارد المائية بولاية أدرار عديد الإنجازات الهامة منذ الاستقلال والتي ساهمت في تحسن ملموس لوضعية التزود بالمياه الصالحة للشرب لفائدة السكان من خلال الرفع من قدرات التموين. وتشير مصالح قطاع الموارد المائية إلى أن سكان ولاية أدرار كانوا يتزودون بهذه المادة الحيوية غداة الاستقلال باستعمال وسائل ذاتية معتمدين في ذلك على النظام التقليدي المتمثل في استخراج المياه بواسطة الفقاقير التي تعد المصدر الوحيد الضامن لتلبية احتياجاتهم من مياه الشرب أو الموجهة لأغراض سقي المزروعات التي تعتبر المصدر الرئيسي لاقتصاد المنطقة. وفي إطار جهود تحسين الظروف المعيشية لسكان هذه المنطقة، بادرت السلطات العمومية تدريجيا وكمرحلة أولى في حفر آبار عادية ووضع قنوات الجر وشبكات توزيع المياه الصالحة للشرب عبر التجمعات السكانية الكبرى ومقرات الدوائر والبلديات التي تتمركز بها المرافق العامة بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية، حيث استمرت هذه العمليات إلى غاية منتصف سبعينيات القرن الماضي.
استغلال آبار جديدة لتدعيم قدرات التوزيع وتحسين نوعية مياه الشرب وفي غضون ثمانينيات القرن المنصرم، تعزز قطاع الموارد المائية بولاية أدرار بعدة عمليات جديدة مدرجة ضمن مختلف برامج التنمية على غرار الصندوق الخاص بتنمية مناطق الجنوب وبرنامج الإنعاش الاقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو والبرنامج التكميلي . ورصدت الدولة في هذا الشأن أموالا ضخمة من أجل تعميم التزويد بالمياه الصالحة للشرب عبر مناطق بالولاية، بالإضافة إلى تحسين نوعية المياه عبر اختيار آبار جديدة لاستغلال المياه الصالحة للشرب ذات نوعية محسنة لصالح سكان أولف ورقان وتيمقطن وفنوغيل وأدرار وتيميمون. ومن المنتظر أن تمس هذه العملية أيضا ضمن البرامج المرتقبة بلدية بودة وقصور بلدية تيميمون، في حين استفادت بلدية تيمياوين بعد إنجاز سد باطني. وتوجد عمليات هامة حيز الإنجاز متعلقة بتزويد بلدية تمنطيط بالمياه الصالحة للشرب وذلك انطلاقا من الحقل الجديد بنومناس، وذلك من خلال وضع 41 كلم من قنوات الجر إضافة إلى إنجاز برج مائي بطاقة 2000 متر مكعب وتزويد منطقة شروين بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من الحقل الجديد بوقمة أوقروت على مسافة 70 كلم مع برجين مائيين أحدهما بسعة 1200 متر مكعب على مستوى مدينة شروين وآخر بسعة 500 متر مكعب على مستوي الحقل الجديد وتزويد منطقة تيمياوين بهذه المادة الحيوية انطلاقا من حقل تاقراوت على مسافة 80 كلم مع خزان مائي بسعة 1000 متر مكعب. وإلى جانب الخزانات المنجزة دُعم القطاع في إطار عملية تأمين التوزيع بخزانين مائيين على مستوى مدينة أدرار بسعة 1000 متر مكعب لكل واحد منهما لفائدة القطاعين الشرقي والغربي لعاصمة الولاية وخزان بسعة 3000 متر مكعب لفائدة سكان مدينة رقان وضواحيها وآخر بسعة 2000 متر مكعب لصالح القطاع الشرقي لمدينة تيميمون. وينتظر أن يتدعم قطاع الموارد المائية بإنجاز ستة أبراج مائية لفائدة بلديتي شروين وطلمين بسعة 200 متر مكعب لكل واحد منهما، بالإضافة إلى برجين بسعة 1000 متر مكعب لكل واحد منهما على مستوي مدينة برج باجي مختار الحدودية. وضع شبكات لتفادي الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وفي إطار الجهود الرامية إلى تفادي انتشار الأمراض المتنقلة عن المياه، باشرت السلطات العمومية في إنجاز شبكات حسب المواصفات التقنية وتبعا لدراسات مسبقة بغرض التحكم في ملف الأمراض والأوبئة المتنقلة عن طريق المياه والقضاء على عوامل انتشارها سيما على مستوى التجمعات السكنية القديمة، حيث شملت هذه العملية جل قصور الولاية عدا بعض القصور التي كانت تفتقر لمسالك والتي تم التكفل بها بعد تجاوز هذه الصعوبات. وقام القطاع وفي الإطار ذاته بحملة شاملة عبر القصور العتيقة لولاية أدرار تستهدف إنجاز آبار جديدة للمياه الصالحة للشرب مع خزانات عبارة عن صهاريج وقنوات مصحوبة بحنفيات عمومية وذلك نظرا لشساعة الرقعة الجغرافية للولاية وتشتت قصورها. عمليات جديدة لتعميم الربط بشبكات الصرف الصحي أما بخصوص الربط بشبكات الصرف الصحي فقد ارتفعت نسبة التغطية حيث قفزت من 15 بالمائة إلى حدود 65 بالمائة حاليا وذلك بفضل البرامج الخاصة والإعتمادات المالية المعتبرة التي رصدتها السلطات العمومية لعمليات التطهير، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بعد تجسيد المشاريع المبرمجة إلى 75 في المائة. ويشار في هذا الخصوص إلى تسجيل عمليتين متعلقين بإنجاز محطات جديدة لتصفية المياه المستعملة على مستوي مدينتي تيميمون وأدرار وانطلاق الدراسة بمحطة التصفية لبلدية تيمقطن ومباشرة إجراءات المناقصة من أجل اختيار مكاتب الدراسات لإعداد دراسة تخص إنجاز تسع محطات جديدة لتصفية المياه المستعملة لفائدة تسع بلديات. وتتجلى جهود القطاع في مجال تجنيد الموارد المائية والتزويد بالمياه الصالحة للشرب في إنجاز 268 بئرا للمياه الصالحة للشرب في حين قدرت شبكة التوزيع المنجزة ب 1.857.131 متر طولي والتي مكنت من تحقيق نسبة ربط تصل إلى 91 بالمائة، كما يتوفر القطاع على عدد هام من منشآت التخزين بلغ 160 منشأة بسعة 63.176 متر مكعب، حيث قدرت الحصة اليومية المتوسطة للفرد الواحد من مياه الشرب ب 180 لتر / يوميا. أما فيما يتعلق بشبكة الصرف الصحي فقد وصل طول الشبكة إجمالا إلى 707.794 متر طولي محققا بذلك نسبة ربط بلغت 64 بالمائة. ق.م