أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن ولاية ميلة ستشهد قريبا رفع التجميد على عدد من المشاريع الخاصة بترميم وحماية التراث، باعتبار أن ميلة ولاية غنية بالتراث المادي واللامادي، وأضافت أنها تسعى من خلال البرامج القادمة خلال سنة 2024 لتسجيل عمليات ممثلة على غرار رفع التجميد عن مدرسة الفنون الجميلة وتأسيس معهد جهوي للموسيقى، مبرزة مجهودات السلطات المحلية والمدنية والعسكرية في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي بميلة ودعمها لقطاع الثقافة والسير الحسن لهذه المشاريع. وقالت وزيرة الثقافة والفنون خلال زيارتها لولاية ميلة إن الولاية تعتبر متحفا مفتوحا على الهواء، الأمر الذي أدى إلى تسجيل عدة محاولات سرقة يتم التصدي لها من طرف السلطات الأمنية ويتم تحويل المسروقات إلى متحف سيرتا بقسنطينة، مشيرة إلى إمكانية تجسيد متحف جهوي ووطني آخر لحفظ الآثار بالمنطقة لاسيما الآثار الموجودة في مناطق المعزولة ما يجعلها عرضة للنهب والتخريب، كما شددت الوزيرة خلال زيارتها لمعرض يخص تاريخ منطقة ميلة يحتضنه المتحف العمومي بالولاية، على ضرورة إرسال ملفات جميع المواقع الأثرية المحينة المقترحة للتصنيف، وبالمناسبة زارت مسجد أبو مهاجر دينار "سيدي غانم"، قائلة بأن الوزارة تسعى لاسترجاع الفضاءات الدينية والحفاظ عليها، كما قامت بزيارة للزاوية الرحمانية بالمدينة القديمة. من جهة أخرى كشف الوزيرة عن استفادت الولاية من مشاريع تخص ترميم وحماية 3 مواقع أثرية وتاريخية تابعة لقطاعها، تتعلق بالدراسة الاستعجالية وأشغال ترميم مسجد أبو المهاجر دينار "سيدي غانم"، أول مسجد في الجزائر والثاني في شمال إفريقيا بعد جامع القيروان في تونس، حيث استفاد من غلاف مالي يقدر ب 140 مليون دينار منها 124 مليون مخصصة لأشغال الترميم والتي تم يوم أمس الإعلان عن مناقصتها الوطنية، وسيتم الشروع مباشرة في الورشة عند اختيار مؤسسة المقاولة. أما المشروع الثاني يتعلق بانطلاق الأشغال الاستعجالية للمدينة القديمة، وذلك بعد أن تمت المصادقة على المخطط الدائم لحفظ قطاع المدينة العتيقة لولاية ميلة، حيث خصص له غلاف مالي قدره 200 مليون دج، وذلك لإعادة تأهيل المدينة القديمة وحماية سكناتها من خطر الانهيار، بغية الحفاظ عليها، كما تشمل العملية عدة عناصر منها تمتين معالم المدينة القديمة وفرز مواد البناء ووضعها في الأماكن الآمنة. وخلال زيارتها للموقع الأثري بوتخماتن ببلدية المشيرة على مساحة 20 هكتارا، والذي يعود للفترة الرومانية أين كان يسمي "نوفا سبارسا"، كشفت مولوجي عن تخصيص مبلغ مالي يقدر ب 2 مليار سنتيم، لحمايته، مشيرة إلى أن العملية سيشرع فيها بمجرد اختيار مكتب الدراسات، في حين أن دفتر الشروط متواجد حاليا على مستوى لجنة الصفقات الولائية، مؤكدة بأن المشروع سيعطي حركية سياحية للمنطقة مستقبلا. وأوضحت الوزيرة، بأنه ستكون هناك أيضا عمليات أخرى لرفع التجميد عنها، على اعتبار أن ميلة ولاية غنية بالتراث المادي واللامادي، وأضافت أنها تسعى من خلال البرامج القادمة خلال سنة 2024 لتسجيل عمليات أخرى، كما تطرقت إلى تباحثها مع والي ميلة، عن إمكانية رفع التجميد عن مدرسة الفنون الجميلة وتأسيس معهد جهوي للموسيقى، مبرزة مجهودات السلطات المحلية والمدنية والعسكرية في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي بميلة ودعمها لقطاع الثقافة والسير الحسن لهذه المشاريع.