تواصلت الاشتباكات، أمس، الاثنين، بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في أسبوعها الرابع، وسط مخاوف وتحذيرات من تأزم الأوضاع أكثر فأكثر وما يمثله ذلك من تداعيات على البلاد والمنطقة. ذكرت مصادر إعلامية، أن منطقة /شمبات/ بالخرطوم بحري، شهدت إطلاق نار كثيف ليلة الأحد إلى الاثنين وإلى غاية صباح أمس، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. وحلقت طائرات حربية في سماء الخرطوم والخرطوم بحري وسمعت أصوات اشتباكات متقطعة في محيط القصر الرئاسي ووسط العاصمة. من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على ضرورة وقف القتال في السودان على الفور "قبل أن يتحول هذا الصراع إلى حرب أهلية يمكن أن تدمر البلاد وتحدث اضطرابات بالمنطقة لسنوات قادمة"، داعيا جميع الأطراف لنزع فتيل التوترات والجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على هدنة مستقرة ودائمة. وحذر غوتيريش من أن الوضع في السودان يصبح أكثر إثارة للقلق يوما بعد يوم، مع استمرار احتدام القتال وتدهور الوضع الأمني، مضيفا، أن السودان تواجه "كارثة إنسانية"، حيث أصبح ملايين الأشخاص محاصرين في القتال ويواجهون انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد. بدورها، دعت الهيئة الدولية للتنمية (إيغاد) الطرفين إلى الموافقة الفورية المشروطة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه السماح للمدنيين والعائلات بالوصول إلى الحماية والممرات الآمنة للتنقل وخدمات الرعاية الصحية وتلبية احتياجاتهم الغذائية. وكانت (إيغاد) قد بدأت مبادرة للوساطة بين طرفي النزاع، بإرسالها بعثة سلام رفيعة المستوى إلى العاصمة الخرطوم، تضم رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي، لحث الطرفيين المتصارعين على وقف إطلاق النار. وحذر أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، من أزمة كبيرة تواجه السودان بعد ضعف النظام الصحي، بسبب المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، موضحا، أن 16 بالمئة فقط من المؤسسات الصحية ما زالت تعمل و23 بالمئة تعمل بطاقة جزئية و61 بالمئة متوقفة تماما عن العمل. ويرتقب أن يعقد مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في 11 مايو الجاري، اجتماعا خاصا لمناقشة تأثير المواجهات التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل الماضي على حقوق الإنسان في البلاد.