وخلال افتتاحه لأشغال مؤتمر، الشيخ محفوظ نحناج، الدولي، في طبعته السابعة، والذي تمحور حول "المقاومة خيار الأمة: الثورة الجزائرية نموذجا"، أكد سلطاني على أن التجربة الجزائرية نجحت بفضل عدة عوامل، تحتاج كل مقاومة أن تستأنس بها للوصول إلى نفس النتائج. ولخص سلطاني هذه العوامل في عدد من النقاط، أهمها عدالة القضية وإيمان أصحابها بها، ووضوح الهدف، والاتفاق على إنجازه حتى قبل انطلاق الرصاصة الأولى، يضاف لها وحدة الصف والقيادة والانضباط التنظيمي لتطويق العملاء والخونة. كما يعتبر التأييد الشعبي العام، بسبب الروابط المشتركة التي وحدت المصير، وتكاثر أعداد المستعدين للعمل الفدائي عوامل فاعلة أخرى، كان لها أكبر الأثر في نجاح التجربة الجزائرية، التي امتدت على مدى 132 سنة من المقاومة -يضيف رئيس الحركة-. وبالإضافة إلى هذه العوامل الداخلية، كانت هنالك عوامل أخرى خارجية، ساعدت على نجاح المقاومة وانتصار الثورة، على رأسها حسن تقدير الظروف المحيطة، وشدة ظلم وبطش المحتل الفرنسي، وكذا البنية الداخلية للمحتل، الذي بالغ في أحلامه التوسعية. كما توقف سلطاني، مطولا عند تعريف المقاومة، التي أضحت في نظر الغرب إحدى أوجه الإرهاب، مؤكدا أنها حق طبيعي لتقرير المصير، والحفاظ على الكينونة الحرة. وأدرج سلطاني فشل الأسرة الدولية في إعطاء مفهوم محدد وموحد للإرهاب في خانة السعي لإضفاء طابع التهمة على المقاومة المشروعة، وتعمد الخلط بينها وبين الحركات التي يهمها الترويع، وخلخلة البنية الاجتماعية للأمة، وتشويه الأهداف النبيلة للمقاومات الشريفة. وخلص إلى التأكيد على أن الدفاع على الوطن هو واجب يفرضه الدين والعقل والعرف والقوانين الدولية والتاريخ، مشيرا إلى أن الصهيونية التي تنخر في جسد الأمة العربية ليست مجرد محتل غاصب للأرض العربية، وإنما هي حاجز الاستكبار العالمي الحائل دون عودة أمتنا إلى ما قبل سايكس بيكو. وفي ذات الاتجاه، ذهب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الذي دعا كل المقاومات في العالم الإسلامي إلى "الاسترشاد" بالتجربة الجزائرية، مؤكدا على أن مواجهة كل غازي يستدعي تبني المقاومة بكافة أوجهها.