فضل أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، عند افتتاحه الملتقى الدولي السابع المخلد لوفاة الراحل محفوظ نحناح أول أمس، تسليط الضوء على الجوانب العملية في محاولة استخلاصه دروس المقاومة الجزائرية وثورتها التحريرية وهو يعرض النموذج الجزائري أمام جمهور المقاومين من فلسطين ولبنان والعراق وغيرها من الأوطان الإسلامية التي شاركت في الملتقى. واختار سلطاني، شأنه شأن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني وكأن حديثهما يخرج من مشكاة واحدة، أن يبدأ حديثه بالعوامل التي أدت إلى نجاح المقاومة في الجزائر وانتصار ثورة نوفمبر التي لم تكن طفرة بقدر ما كانت تتويجا لثورات عدة. وعلى رأس تلك العوامل، ذكر المتحدث عدالة القضية ثم وضوح الهدف والرؤية مرورا بوحدة الصف ودقة تحديد العدو، ليصل إلى الحديث عن التأييد الشعبي فيما يشبه نتيجة طبيعية لمجمل المعطيات السابقة. واعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني أن هذه العوامل ينبغي أن ينظر إليها من قبل الشعوب المقاومة اليوم في العالم كنموذج يقتدى به. وانتقل زعيم حمس للحديث عن معوقات المقاومة على غرار الخيانات الداخلية والصراعات وصولا إلى الاستسلام واليأس، إضافة إلى التشويه وانقطاع سند توريث قضية المقاومة للأمة قبل أن يختم بالتأكيد على أنه من الخطأ بمكان اعتبار إسرائيل مجرد محتل غاصب بقدر ما تشكل رأس حربة نظام عالمي يكبح جماح عودة الأمة إلى ما قبل عهد سايس بيكو. من جهته، لم يخرج الأمين العام لحزب جبهة التحرير عبد العزيز بلخادم عن الخط نفسه الذي بدأه زعيم حمس، باعتبار أن كليهما يستمد خطابه ومواقفه من الخلفية ''الوطنية الإسلامية''، كما كان الراحل محفوظ نحناح يؤكد دائما. فقد شدد بلخادم على سيادة القرار الفلسطيني داعيا في هذا الشأن إلى التأسيّ بالثورة الجزائرية التي كانت تفاوض كأنها لا تقاوم وتقاوم وكأنها لا تفاوض، فيما يشبه تحذيرا من الافتتان بمسارات التسوية التي لا مكان عندها للمقاومة أو ارتهان القرار الفلسطيني في غير يد الفلسطينيين كما يكاد أن يحدث اليوم . من جهته أكد محمد جمعة، الأمين الوطني للإعلام والشؤون السياسية، أن المقاومة في بلادنا العربية والإسلامية المحتلة شرعية، وأن الغرب هو آخر واحد يتحدث عن البعد الإنساني على اعتبار أن هذا الغرب هو الذي سلك سلوك الهمجية والوحشية، وليس العالم الإسلامي هو من استعمر البلدان في بداية العشرينيات من القرن الماضي، وليس العالم الإسلامي من خلق مصطلحات الفاشية والنازية أو ألقى بالقنابل الذرية على هيروشيما ونغازاكي. للإشارة، كان ظل الشيخ نحناح حاضرا في كل خطابات الضيوف من المقاومة في فلسطين أو لبنان أو من المقاومين في الجزائر، وعلى رأسهم الأستاذ عبد الحميد مهري. حيث جاءت عبارتهم للاعتراف بالدور الذي أداه الراحل محفوظ نحناح مقاوما في ثورة التحرير ومقاوما من أجل الجزائر بعد الاستقلال، ومقاوما من أجل الإسلام حين ظلم هذا الأخير ونسب إليه العنف والإرهاب زورا، كما قال موسى أبو مرزوق وهو يتحدث عن الشيخ الراحل.