لم يحقق الفنان السوري محمد صباح الدين أبوقوس المعروف بصباح فخري حلمه في غناء الأوبريت رغم انه صاحب تجربة عريضة في التراث الموسيقي والغناء العربي أداء وتطويراً, ويرى انه عندما أصبح تحقيق هذا الحلم ممكناً لم يجد من يشاركه الغناء في الأوبريت بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس". ويقول فخري انه كان يتمنى تأدية الاوبريت طوال تجربته الفنية التي تجاوزت 65 عاماً, إذ حفظ القرآن في طفولته, وبدأ الغناء في سن الخامسة في الموالد وحلقات الذكر, أما أول ظهور له على السرح فكان في النادي الكاثوليكي في حلب وعمره آنذاك 14 عاماً, وتزامن ذلك مع وجود عازف الكمان العربي الأشهر آنذاك سامي الشوا في حلب.ويرجع صباح عدم قدرته على تقديم الاوبريت الى "تكلفة انتاجها العالية جدا", معتبرا ان "رأس المال لا يراهن على الفن والثقافة", مشيرا الى ان "الحكومة لم تكن مهتمة بمثل هذا النوع من الفن في الفترة المبكرة من تجربتي".اما الآن, وبعد توافر المال لانتاج مثل هذه الاوبريت, فإنه لم يعد يتوافر المبدعون والمطربون ممن اتمنى مشاركتهم في مثل هذا العمل.ويعتز فخري بمدينة "حلب" التي ولد فيها في العام 1933, فحلب مركز ثقل فني في العالم العربي, وقد زارها كبار الموسيقيين في العصور القديمة مثل الفارابي وابن سينا, كما زارها كبار الفنانين المصريين في التاريخ الحديث ليغنوا أو يدرسوا فيها.وفي هذا الإطار يذكر المطرب السوري ان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب روى له انه في أول زيارة قام بها إلى حلب كان يستعد للغناء في حفل ينظمه أحد متعهدي الحفلات. ونقل عن عبدالوهاب قوله "في الليلة المشهوردة, نظرت من خلف الستارة فلم أجد سوى سبعة أشخاص, فسألت المتعهد أين الجمهور فقال لي هذا هو الجمهور, هذه لجنة ستستمع لك, إذا أعجبتهم سيكون هناك جمهور كبير وإذا لم تعجبهم فلن يكون هناك جمهور«.س