قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الثلاثاء، إنه لا تغيير في نظام الحكم بالبلاد، وإن اتفاق الطائف سيبقى الضامن للشراكة الإسلامية – المسيحية والعيش المشترك. جاء ذلك في كلمة متلفزة وجهها المفتي للشعب اللبناني بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف من دار الفتوى في العاصمة بيروت. وتطالب بعض التيارات السياسية في لبنان بتغيير نظام الحكم الحالي (برلماني) إلى الحكم الفيدرالي أو اللامركزية الموسعة. وفي أكتوبر 1989، وقع مسؤولون لبنانيون اتفاق الطائف في السعودية، الذي أنهى 15 عاما من الحرب الأهلية، ونُقلت بموجبه بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء، وأضحت مراكز السلطة توزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ووفق توزيع طائفي. وأضاف المفتي، إنه "لا مكان للطروحات التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين في وطنهم لبنان ، بلد الوحدة والتنوع". وشدد على أن "الحراك الداخلي هو الأساس في إنجاز الاستحقاق الرئاسي والحراك الخارجي هو عامل مساعد وداعم". وتابع: "ينبغي على اللبنانيين التقاط الفرص التي تقدم لهم، فالفرصة لا تعوض إذا لم نحسن التعامل معها على أساس مصلحة الوطن الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة" بحسب تعبيره. وأكد أن الاستحقاق الرئاسي "سيحصل مهما اشتدت العواصف كي نضع حدا لآلام اللبنانيين وكي يعود الدور الفاعل إلى الدولة ومؤسساتها". وزاد: "السياسيون لا يقومون خلال ما يقارب العام بمسؤوليتهم الأولى في انتخاب رئيس للدولة، ولا بمسؤولياتهم تجاه فراغ المؤسسات والمرافق، ولا بالتوقف عن تعطيل المسار القضائي في تفجير مرفأ بيروت". واعتبر مفتي الجمهورية أن "المبادرات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة لحل الأزمة اللبنانية، هي عامل خير وحلحلة للعقد والعقبات". وأشار إلى أن "الإصرار والعزيمة لإنجاح أي مبادرة هو هدف أصحاب المبادرات بمساعيهم الطيبة لن تذهب هدرا مهما واجهتهم عراقيل بعض السياسيين (دون تسمية أحد) الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب والوطن".