تعرض مساء اليوم فوق ركح باشطارزي مسرحية "زودها.. الدبلوماسي" للمسرح الجهوي للجلفة قبل عرضها الجمعة بروسيا ممثلة للجزائر في مهرجان المسرح الدولي "الربيع في ميليخوسكايا" ، الذي سيقام من 17 إلى 26 ماي. يتناول هذا العمل عقدة الخوف الذي يربك الحياة، ويفتح على خيارات أخرى كالمحبة والخير والجمال والتي لايجب أن تفسدها سلبية الخوف والتردد، وتدور أحداث "زودها الدبلوماسي" في مكانين مختلفين إذ يعيش فيها البطل "أريستاخ" حدثين متتالين في أجواء تشيخوفية وفق رؤية مسرحية جزائرية شابة. هي تجربة مختلفة لجيل وشاب من مسرحيي ولاية الجلفة داخل مؤسسة المسرح الجهوي "أحمد بن بوزيد" ، غامرت الى عوالم الكتاب الروسي الكبير انطوان تشيخوف، هي تجربة ومحطة مهمة للانطلاق نحو الاحتراف، يقول المشرف العام على العرض حفناوي بن ضيف، واعتبر مدير المسرح الجهوي، عبد الناصر خلاف أثر تشيخوف في هذه الرحلة المسرحية الروسية يتجلى أكثر على فريق المسرحية بعد عودتهم إلى الجزائر والانخراط مجددا في الممارسة المسرحية بولايتهم الجلفة، موضحا في ندوة صحفية نشطها رفقة مع مخرج هذا العمل المسرحي الفنان خالد ونوقي، بأنّ هذه المشاركة الدولية المنتظرة لتمثيل الجزائر ثقافيا، تجسّد ما التزمت به وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، لدى زيارتها للولاية مؤخرا، واعتبر المخرج خالد ونوقي، أنّ هذه المشاركة تمثّل تحدّيا كبيرا وتحمل ثقلا من المسؤولية، لكون هذا العمل نال شرف تمثيل الجزائر في روسيا لأول مرة كجيل استقلال بعد أن مثّلها فريق جبهة التحرير الوطني إبّان الثورة التحريرية، ويأتي اختيار العمل للمشاركة به في التظاهرة المقامة بملكية ميليخوف التابعة للكاتب العالمي أنطون بافلوفيتش تشيخوف، نتيجة قوة النصيّن بعدما تم الاشتغال عليهما كثيرا من قبل فريق العمل الشاب الذي يحرص على تمثيل الجزائر احسن تمثيل، ثم العزم على العمل بقوة وعزيمة أكبر لدى العودة الى أرض الوطن، يقول مخرج العمل للحياة العربية. موضحا أن الاشتغال على نصين للكاتب "تشيخوف" من أجل إنجاز هذه المسرحية التي تم عرضها لأول مرة عام 2020، تدور أحداثها في مكانين مختلفين، وتبدأ الرحلة في زمن المغيب ويخيم الظلام، ونظرا لشكل "الحوذي" المخيف والظلام الدامس، يتسلّل الخوف إلى نفس "أريستاخ" ممّا يجعله يبدأ بالمبالغة لتخويف الحوذي وتشجيع نفسه. وفي كلمته يوضح خالد ونوقي أن "حبس البشرية بين مشاعر الأمل والخوف الذي يعبث بعقول البشر كما يقول أفلاطون، يأتي دور الفن لمقاومة كل أشكال البؤس ومحاربة رواسب الماضي الفاسدة التي قد يرثها الانسان فتحوّل حياته إلى جحيم .. وهويضيف بينما في الجهة المقابلة، يضع فضاء فسيح للتمتع بجمالية الحياة واستثمار اللحظات الممكنة لحياة أفضل حيث قمنا بالاشتغال على نصين للكاتب "تشيخوف" وفق مقاربة للاصغاء والاقتراب من الآخر".