تشارك الجزائر في المهرجان الدولي للربيع المسرحي بمليخوفو الروسية، ممثلة بالمسرح الجوي للجلفة "أحمد بن بوزيد" الذي سيقدّم مسرحيته "زوّدها..الدبلوماسي" من إخراج خالد ونوقي الذي اقتبس النص عن الكاتب الروسي الشهير أنطوان تشيكوف. يعالج هذا العمل المسرحي عقدة الخوف، الذي يربك الحياة ويفتح الأفق على خيارات أخرى كالمحبة والخير والجمال، والتي لا يجب أن تفسدها سلبية الخوف والتردد، وتدور أحداثه في مكانين مختلفين إذ يعيش فيها البطل "أريستاخ" حدثين متتاليين، يرى فيها الجمهور عربة تحمل ممثلين "الحوذي" و«أريستاخ" حيث تبدأ الرحلة في زمن المغيب ويخيم الظلام، ونظرا لشكل "الحوذي المخيف والظلام الدامس يتسلّل الخوف ل"أريستاخ" ما يجعله يبدأ بالمبالغة لتخويف الحوذي وتشجيع نفسه. ويبدأ الصراع وتتصاعد الأحداث بينهما، إلى أن يصلا لقمة الخوف، وعلى الجانب الآخر يتجسّد الصراع بين "أريستاخ" والكاتب في محاولة من الأوّل إخبار الكاتب بوفاة زوجته، لتتصاعد الأحداث مرة ثانية، ويخيم جوّ من التوتر حتى يصل الكاتب لاكتشاف خبر وفاة زوجته. وفي كلمة لمخرج المسرحية ومقتبسها الفنان ونوقي خالد قال "إنّه بين التردّد والخوف، وهو حبس النفس البشرية بين مشاعر الأمل والخوف الذي يعبث بعقول البشر كما يقول أفلاطون، يأتي دور الفن لمقاومة كلّ أشكال البؤس ومحاربة رواسب الماضي الفاسدة التي قد يرثها الإنسان فتحوّل حياته إلى جحيم ويضيف "بينما في الجهة المقابلة، يضيع فضاء فسيح للتمتّع بجمالية الحياة واستثمار اللحظات الممكنة، لحياة أفضل، قمنا بإعادة تأثيث هذه المسرحية للكاتب الروسي تشيكوف في حلة مختلفة لتعيد ترتيب الحياة بما يناسب طبيعة الأشياء وتقديم البدائل الممكنة لحياة أكثر إيجابية". في قصة تشيكوف تدور الأحداث حول رجل دبلوماسي اعتمدت عليه عائلة لكي يخبر زوج سيدة ماتت لتوها بموتها، لكن بطريقة لائقة كي لا يتأثّر بشدة فهو كان يحبها حبًا جمًا، لكن ما حدث كان عكس ذلك، حيث يفشل في إخباره خاصة وأنّه زوج عاشق رغم بعده عن زوجته بسبب بعض المشاكل، ويعود كما أتى ليطلب أن يرسلوا مكانه شخصا آخر لإخبار الزوج الحزين. يُذكر أنّ أنطون بافلوفيتش تشيكوف مواليد 29 جانفي 1860، طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس، كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أنّ مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين، بدأ الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول "إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي".