بتكليف من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, ترأس وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة, السيد ياسين المهدي وليد, الوفد الجزائري المشارك في فعاليات منتدى إندونيسيا-إفريقيا, المنعقد في العاصمة الإندونيسية بالي من 1 إلى 3 سبتمبر الجاري, حسبما أفاد به, اليوم الإثنين, بيان للوزارة. ويعد هذا المنتدى الذي أشرف على افتتاحه الرئيس الإندونيسي, منصة استراتيجية لتعزيز الشراكة والتعاون بين دول إفريقيا وإندونيسيا, حيث يهدف إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين الطرفين, بمشاركة عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة, يقول البيان. وفي بداية كلمته, نقل ياسين المهدي وليد تحيات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وعبر عن دعم الجزائر الكامل لأهداف المنتدى الذي يسعى لخلق شراكات جديدة تعود بالنفع على شعوب إفريقيا وإندونيسيا, تضيف الوزارة. وبناء على هذا المسعى, يقول البيان, سلط الوزير الضوء على جهود الجزائر لتعزيز التكامل الاقتصادي في إفريقيا من خلال مشاريع استراتيجية تهدف إلى تعزيز الربط البيني بين دول القارة. وتشمل هذه المشاريع الطريق العابر للصحراء, الذي يربط شمال إفريقيا بجنوبها عبر الجزائر, بالإضافة إلى شبكة الألياف البصرية التي تمتد عبر الصحراء الكبرى لتسريع التحول الرقمي في القارة. كما أبرز في كلمته أهمية مشروع أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري, الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين الدول الإفريقية. كما أشار السيد ياسين المهدي وليد, حسب البيان, إلى أن إفريقيا بحاجة إلى التحول من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. ولتحقيق ذلك, دعا إلى تبني سياسات تدعم الكفاءات وتشجع على الابتكار في مختلف القطاعات, حيث أن الجزائر ومن خلال المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة تعمل جاهدة لتحقيق رؤية إفريقية متكاملة لدعم الطاقات الإبداعية وحملها على تطوير تنمية مشاريعها داخل القارة الإفريقية, تقول الوزارة. ومن جانب آخر, أكد الوزير في كلمته على عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وإندونيسيا, مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز حاجز المليار دولار لأول مرة في عام 2022, مشيرا الى أن الحكومتين اتفقتا على تعزيز هذه الشراكة من خلال إبرام اتفاقيات جديدة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية. كما أشار إلى أن إندونيسيا لطالما اعترفت بأهمية إفريقيا كمنطقة استراتيجية, مذكرا بمؤتمر باندونغ لعام 1955, الذي كان بمثابة نقطة انطلاق لتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية والإفريقية. ودعا إلى ضرورة استلهام روح باندونغ وتعزيز التعاون بين إندونيسيا وإفريقيا لتحقيق عالم أكثر عدالة وتوازنا, حيث أكد على ضرورة استمرار التضامن مع الشعوب التي ما زالت تناضل من أجل نيل حقها في تقرير المصير, وعلى رأسها الشعب الصحراوي. وفي هذا الإطار, قال الوزير "لا يزال هناك شعب يسعى للحرية في إفريقيا : شعب الصحراء الغربية. معاناتهم تذكرنا بأن السعي للاستقلال وتقرير المصير لم يكتمل بعد. علاوة على ذلك, لا يمكننا تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني, الذي يسعى إلى الحرية ووضع حد لأحد أفظع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث, المستمرة في غزة". كما ذكر السيد ياسين المهدي وليد بالمواقف التاريخية لإندونيسيا من خلال مؤتمر باندونغ وإسهامها في استقلال الشعوب وترسيخ مبدأ الحق في تقرير المصير, إذ لن تكتمل هذه الرؤية إلا بتحقيق حق تقرير المصير للشعب الصحراوي وكذا الشعب الفلسطيني الذي يسعى إلى الحرية في ظل حرب الإبادة التي تتعرض إليها غزة منذ ما يقرب عن سنة كاملة, حسب البيان. وعلى هامش المؤتمر, تحادث الوزير مع وزيرة الخارجية الإندونيسية, ريتنو مارسودي, حول عدد من المواضيع الدولية الراهنة وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين, بالإضافة الى لقائه مع وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي, السيد ساندياغو أونو, لبحث سبل التعاون المختلفة بين الجزائر واندونيسيا, يقول البيان.