عملية "بنيامينا" تعدل ميزان الرعب والردع بعد "نجاحات" إسرائيلية إصابة 125 جنديا إسرائيليا خلال 24 ساعة.. أمام حالة من الصدمة والتساؤلات والشكوك المتصاعدة في إسرائيل، قال جيش الاحتلال إنه سيعين لجنة تحقيق بهجوم المسيرة على قاعدة بنيامينا، جنوب حيفا، ليلة أمس، واعداً باستخلاص وتذويت الدروس. وكانت المسيرة من طراز "صياد 107′′، إيرانية الصنع، قد اخترقت قاعة طعام جنود لواء "غولاني" وهم يتناولون عشاءهم داخل قاعدة للتدريبات العسكرية داخل مستوطنة بنيامينا، القائمة على أراضي قرية الشونة المهجرة منذ نكبة 1948. وقع الانفجار دون صافرات إنذار، وأصابت المسيرة 70 جندياً، قتلت أربعة، وأصابت العشرات بجراح متفاوتة، عشر منها إصابات بالغة. وكانت صور وفيديوهات من مسرح العملية قد كشفت عن حالة ذعر وفوضى أصابت الجنود الذين أخذتهم المسيرة على حين غزة. وطبقاً لشهادات عيان، كانت المسيرة قد أطلقت صاروخاً، قبل انقضاضها منتحرة على القاعدة، لكن الجيش ينفي ذلك، ويقول، في بيانه، إن المنظومات الدفاعية رصدت مسيّرتين من لبنان فأسقطت البحرية، فيما نجحت الثانية بالتهرب جنوباً حتى تفجرت في قاعدة بنيامينا. وفي كل الأحوال، يرى خبراء عسكريون في إسرائيل أن المنظومات الدفاعية لا تستطيع مواجهة تهديد المسيرات بشكل تام، لكونها صغيرة الحجم، تستطيع التحرك بمرونة وتغيير المسار بشكل حاد بثانية واحدة، علاوة على كونها تحلّق على ارتفاع منخفض، ما يمكّنها من الإفلات من أنظمة الرصد والكشف. كما يعتقد هؤلاء أن "حزب الله" نجح بالتغرير بالجيش الإسرائيلي من خلال إطلاق صلية صواريخ نحو الشمال بالتزامن، لصرف الأنظار عن المسيّرات، محذرين من نجاحه في اكتشاف الخاصرة الرخوة لدى الجانب الإسرائيلي. وسبق أن استخدمت روسيا هذا السلاح الصغير الحجم والرخيص والفعال في حربها في أوكرانيا، التي فشلت هي وحليفاتها في مواجهته. اليوم، يبدو أن منظومة الدفاع الجوي الأمريكية المتطورة من طراز "ثاد"، التي ستصل للبلاد، لن تقدّم حلّا للمسيرات. ..رسائل متعددة الاتجاهات وتبدو الضربة الموجعة هي الأشد إيلاماً لإسرائيل منذ نشوب الحرب، خاصة أنها تصيب لواء غولاني، أحد أقدم وأهم مكونات السلاح البري الإسرائيلي، منذ 1948، وأنها أعقبت عمليات خلال نهار أمس تسببت بإصابة 28 جندياً. عملية نوعية من ناحية المكان (بعد حيفا)، والزمان (بعد تصاعد التقديرات بأن "حزب الله" معطل ونازف) والنتيجة (عشرات الجنود) حققها "حزب الله"، وتنطوي على أهمية خاصة عسكرياً، معنوياً في ظل "ميزان رعب" نجحت إسرائيل بترجيح كفتها به في الشهر الماضي، بعد سلسلة ضربات واغتيالات في العمق اللبناني. وسائل الإعلام العبرية الرسمية تنشر صوراً وفيديوهات من مسرح العملية بشكل مجتزأ، بعكس ما نشرته منتديات التواصل الاجتماعي التي فضحت حالة فوضى ورعب وفوضى داخل القاعدة العسكرية. ..رسائل "حزب الله" من جانبه، وبصرف النظر عما إذا كان خطّطَ لعملية تؤدي لهذا الضرر، فإن "حزب الله"، الذي أعلن مسؤوليته عن العملية، قد أرسل رسائل سياسية ومعنوية لعدة جماهير بمسيرة واحدة: إلى إسرائيل، والعالم، وإلى أتباعه وأنصاره، وللفلسطينيين، والداخل اللبناني، مفادها "نحن هنا". لسان حال مثل هذه العملية النادرة يقول إن "حزب الله" يستعيد عافيته، وإن محاولة بناء نظام سياسي جديد في لبنان مجرد تمنٍّ إسرائيلي أمريكي وعربي غير ممكن، مثلما يفجر مزاعم تفكّكه، وهذا بعد ساعات من نشر تقارير وتصريحات إسرائيلية (وردت على لسان غالانت أيضاً) تدّعي أن ثلث صواريخ "حزب الله" فقط بقيت، والبقية لم تعد موجودة. يشار هنا إلى أن مصادر إسرائيلية أيضاً قد أشارت لما يتعارض مع هذه التقديرات، كما يقول، على سبيل المثال، المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يواف زيتون، اليوم، بعد زيارته المنطقة الحدودية أمس: "شاهدت غابة، أو أدغال الإرهاب في جنوبلبنان. أنفاق وخنادق، كما في فيتنام، وكميات كبيرة من السلاح.. والعتاد على بعد أمتار من الحدود". ..إصابة 125 جنديا إسرائيليا خلال 24 ساعة أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إصابة 125 جنديا، غالبيتهم في لبنان، خلال الساعات ال 24 الماضية، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد بعد 7 أكتوبر 2023. وذكر موقع الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن "عدد الجنود المصابين منذ بداية الحرب وصل إلى 4 آلاف و858، ارتفاعا من 4 آلاف و733 يوم أمس الأحد". وبذلك يكون 125 جنديا قد أصيبوا خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية بعد 7 أكتوبر 2023، حسب البيان نفسه. وكانت نجمة داود الحمراء أعلنت، الأحد، إصابة 61 جنديا في سقوط مسيرة متفجرة أطلقها حزب الله من لبنان على قاعدة للجيش الإسرائيلي في شمالي إسرائيل. كما أفيد عن إصابة 28 جنديا خلال حدثين منفصلين في جنوبلبنان صباح أول أمس. وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، إصابة المزيد من الجنود في جنوبلبنانوغزة. وتشير المعطيات إلى أن "من بين المصابين ألفين و344 جنديا أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة ارتفاعاً من ألفين و335 يوم أمس". وبذلك يكون 9 جنود أصيبوا بالمعارك البرية في غزة خلال 24 ساعة. ووفقا لمعطيات الجيش الإسرائيلي فإن 42 من المصابين ما زالوا يعالجون بإصابات خطيرة، و196 بإصابات متوسطة، و45 طفيفة. واستنادا إلى معطيات الجيش الإسرائيلي فإن 739 جنديا قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر من العام الماضي، من بينهم 352 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 أكتوبر الماضي.