تُوّج فيلم "همسات الفجر"، للمخرج الجزائري كمال رويني، بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في الطبعة الثانية لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي، بموريتانيا (22 – 26 أكتوبر الجاري)، ويتناول هذا العمل، حسبما أفاد به بيان للمركز الجزائري لتطوير السينما، الذي كتب له السيناريو الراحل محمد عدلان بخوش، والذي تم إنتاجه من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما في إطار إحياء الذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، محطات من مشاركة الأطفال وبطولاتهم خلال الثورة التحريرية، ودورهم في مساندتها، وذلك بالتركيز على البعد الإنساني. وتسرد أحداث هذا الفيلم، وعلى مدار 17 دقيقة، يوميات الطفل "حسين" خلال الثورة، والذي أدى دوره عبد الفتاح غويني، حيث يرفض أن يقتل كلبه بعد صدور قرار القضاء على الكلاب بالقرية من طرف الثوار بسبب إثارة نباحهم ليلا انتباه المستعمر وأعوانه، فيعمل على إخفائه في أعلى الجبل وإطعامه بدون علم والده المجاهد. وتتصاعد الأحداث بعمق إنساني وعفوية لتتجلى أكثر مشاعر الصداقة والوفاء التي تربط الطفل بكلبه الصغير، وخلال ذهابه وإيابه إلى مخبأ الجبل خفية في جنح الليل يتفاجأ هذا الطفل الصغير بتوجّه دورية من الجيش الفرنسي خفية نحو القرية التي يتواجد بها المجاهدون، ليسرع إلى إخبار الثوار في الوقت المناسب. واستطاع كمال رويني، في تجربته الإخراجية الأولى في مجال السينما، أن ينقل المشاهد إلى عوالم تعج بالإنسانية وتوثق لمحنة الشعب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي، كما يظهر جانبا هاما من مساهمة الأطفال في الثورة التحريرية. للإشارة، ينظم مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي برعاية رسمية من جهة نواكشوط وبدعم من وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتانية، وقد شهدت الطبعة الثانية وعلى مدار خمسة أيام عروض أفلام من 18 بلدا، مع اختيار فلسطين ضيف شرف.