قدّم بالجزائر العاصمة العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي القصير «همسات الفجر» للمخرج كمال رويني، عن سيناريو المبدع الراحل محمد عدلان بخوش، المنتج في إطار الذّكرى 60 للاستقلال، والذي يروي محطات من مشاركة الأطفال وبطولاتهم خلال الثورة التحريرية. يتناول العمل السينمائي الذي عرض بقاعة المتحف الجزائري للسينما (سينماتيك الجزائر)، وهو من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما، على مدار 17 دقيقة موضوع مشاركة الاطفال خلال الثورة ودورهم الأساسي في مساندتها، وذلك بالتركيز على البعد الإنساني. وتسرد أحداث الفيلم القصير « همسات الفجر» يوميات الطفل حسين خلال الثورة التحريرية الذي أدى دوره عبد الفتاح غويني، الذي يرفض أن يقتل كلبه بعد صدور قرار القضاء على الكلاب بالقرية من طرف الثوار بسبب إثارة نباحهم ليلا انتباه الذين يتربّصون بتحرّكات المجاهدين، ويعمل الطفل على إخفاء كلبه في أعلى الجبل، وإطعامه لإنقاذه بدون علم والده المجاهد. وتتصاعد الأحداث بعمق إنساني وعفوية لنكتشف مشاعر الصداقة والوفاء التي تربط الطفل بكلبه الصغير. وخلال ذهابه وإيابه إلى مخبأ الجبل خفية في جنح الليل، يتفاجأ الطفل الصغير حسين بتوجه دورية من الجيش الفرنسي خفية نحو القرية التي يتواجد بها المجاهدين، ليسرع في إخبار الثوار في الوقت المناسب. واستطاع المخرج كمال رويني في أول تجربة إخراجية له في مجال السينما أن ينقل المشاهد إلى عوالم تعج بالإنسانية، وتوثق لمحنة الشعب الجزائري، كما يظهر جانبا من مساهمة الأطفال خلال الحقبة الاستعمارية. وتميز الفيلم أيضا رغم الصمت الكبير الذي ساد أغلب مشاهده بحوار مقتضب مرن ومحبوك، كما كان التصوير جيدا وقد ساعد في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة لمدينة بوسعادة التي تم التصوير بها. وقد تمكّن المخرج كمال رويني وكاتب السيناريو والحوار الراحل محمد عدلان بخوش - الذي خصّصت له وقفة عرفان قبيل عرض الفيلم - أيضا من خلال هذا الفيلم القصير من إنجاز عمل متميز ذي بعد إنساني وجاد، انتزع إعجاب الجمهور من عشاق الفن السابع الذي غصّت به قاعة السينماتيك وبقي مشدودا لأحداثه طيلة مدة العرض. وأشار المخرج كمال رويني أنّه أراد «من خلال إنجاز هذا الفيلم التاريخي تقديم عمل إنساني عن الثورة، مع التركيز على دور الأطفال ومساهمتهم فيها بكل عفوية»، لافتا أنه «يهدي هذا العمل لروح كاتب السيناريو الراحل محمد عدلان بخوش». وأضاف ذات المتحدّث، أنّ أغلب الممثلين الذين شاركوا في أداء أدوار الفيلم «ممثلين هواة من أبناء منطقة بوسعادة يقفون لأول مرة أمام الكاميرا، وقد أبرزوا قدرات عالية في التمثيل والتفاعل مع الطاقم التقني والفني على غرار الطفل عبد الفتاح غويني والشاب ساعد حميدة..».