نظم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، في إطار البرنامج الثقافي والفكري لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، ندوة حول "الشروط التعاقدية المتعلقة بالنشر الورقي والرقمي"، أين سلط المتدخلون الضوء على دور هذه العقود في تنظيم العلاقة بين المؤلفين والناشرين، وكيفية التعامل مع النزاعات من خلال الأطر القانونية المتاحة. وفي الندوة قدمت مديرة العلاقات مع المنخرطين بالديوان، وردة أركون عرضا شاملا حول ماهية العقد بين المؤلف والناشر، والذي يُعتبر اتفاقاً قانونياً ملزماً يجب على الطرفين الالتزام بشروطه، وشملت هذه الشروط التزامات كل من المؤلف والناشر، بالإضافة إلى التواريخ المتفق عليها لإصدار النسخ المتعاقد عليها. وأكدت أركون على أهمية كشف الحسابات من طرف الناشر، بما في ذلك توضيح المستحقات المالية، وعدد النسخ المباعة، وتفاصيل التخزين، فضلاً عن الالتزامات في حالات الطوارئ أوالظروف القاهرة، كما تناولت حالات فسخ العقد والشروط التي تستدعي ذلك، وتطرقت في ختام مداخلتها إلى كيفية تقديم الخدمات الرقمية للأعمال الأدبية والفنية عن بُعد، من جانبه، تحدث شمس الدين حداد عن الجانب القانوني للعقود، وقدم رؤية حول الوساطة كآلية فعالة لحل النزاعات بين المؤلف والناشر، باعتبارها خياراً عملياً وموفراً للوقت والتكاليف مقارنة بالإجراءات القضائية، إلى جانب الحفاظ على الخصوصية واستمرار العلاقة المهنية بين الطرفين، وأوضح أن الوساطة تعتمد على طرف ثالث محايد يعمل على تقريب وجهات النظر وتسهيل التفاهم بين الأطراف المتنازعة، حيث أصبحت الوساطة في مجال حقوق الملكية الفكرية إجراءً إلزامياً بعد أن كانت اختيارياً، وذلك لما تحققه من نتائج إيجابية في حل النزاعات بطريقة ودية، كما أشار إلى خطوات تفعيل الوساطة، من دراسة الملف قانونياً، وتحديد نقاط النزاع، إلى استدعاء الطرفين والعمل على إيجاد تسوية تضمن استمرار استغلال العقد بينهما.