أحيت ولاية غليزان، الأربعاء، الذكرى ال 67 لمعركة "وادي علالة" المعروفة أيضا باسم معركة "سيدي عبد الرحيم" التي وقعت في مثل هذا اليوم من سنة 1957 ببلدية منداس التي ألحق فيها مجاهدو جيش التحرير الوطني خسائر كبيرة لجيش المستعمر الفرنسي. وشهدت مراسم إحياء هذه الذكرى التاريخية، التي أشرفت عليها السلطات المحلية لدائرة وبلدية منداس والأسرة الثورية، وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء المعركة بالمقبرة المتواجدة بمكان استشهادهم بمنطقة "الشوالة" بمرتفعات الونشريس الغربي (جنوب بلدية منداس). وقد وقعت هذه المعركة بعد أن نصبت كتيبة لجيش التحرير الوطني، بقيادة محمد بوقندورة المدعو "سي معمر"، صبيحة يوم 13 نوفمبر 1957 كمينا بوادي علالة الواقع أسفل جبل "أولاد بن عبد الرحيم" لدورية لجيش المستعمر الفرنسي وذلك بأمر من قائد المنطقة الرابعة بالولاية الخامسة التاريخية، الشهيد الرائد بن عدة بن عودة "سي زغلول". وقد ألحق المجاهدون خلال الكمين خسائر كبيرة بقوات المستعمر تمثلت في العديد من القتلى والجرحى وغنم عتاده العسكري وتدمير وحرق آليات، مما جعل الدورية الفرنسية تستنجد بوحدات النجدة والإسناد. وقد اشتدت المعركة بعد وصول هذه الوحدات و17 طائرة لوحدات الكوموندوس الجوي للمستعمر الفرنسي التي انطلقت من وهران لقصف مواقع المجاهدين، وفق ما أبرزه رئيس مكتب التراث الثقافي والتاريخي بالمديرية الولائية للمجاهدين وذوي الحقوق، إبراهيم سكحال. واستمرت هذا المعركة إلى ما بعد الغروب لنفس اليوم، وقد سقط في ميدان الشرف قائد الكتيبة "سي معمر" و 35 شهيدا. وتكبد المستعمر الفرنسي في المعركة خسائر بشرية ومادية كبيرة حيث قتل حوالي 40 جنديا من بينهم 9 من جنود المدفعية، فضلا عن تعرض عدة طائرات لأعطاب وتدمير شاحنات و آليات حربية و عتاد حربي معتبر. ويروي المجاهد عبد القادر مشور الذي شارك في معركة " وادي علالة " أن " جيش المستعمر الفرنسي قد استخدم عدد كبير من الآليات الحربية والطائرات التي قامت بقصف كثيف لمواقع تمركز المجاهدين. قد أمر الرائد "سي زغلول" كتيبة "سي العربي" بمهاجمة مركز القوات الفرنسية بعين طارق (جنوب شرق غليزان)، مما سمح بفك الخناق عن المجاهدين"، يضيف ذات المتحدث الذي أشار إلى " أن هذه المعركة من أكبر و أبرز المعارك التي وقعت بالمنطقة خلال الثورة التحريرية المجيدة و التي حقق فيها المجاهدون نصرا كبيرا ضد المستعمر الغاشم" .