ما يحدث في غزة قد يرقى إلى أخطر الجرائم الدولية ألقت السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، كلمة في المؤتمر الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية لغزة الذي ينعقد في القاهرة أمس، الإثنين على مستوى الوزراء. وقد مثل فلسطين، رئيس الوزراء محمد مصطفى. كما شارك في المؤتمر المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين فلسطين (أونروا) فيليب لازاريني، والسيدة سيغرد كاغ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وممثل الشؤون الإنسانية في فلسطينالمحتلة مهدي هادي. وقد افتتح المؤتمر، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي شرح الخلفية التي أدت إلى تحرك مصر لاستضافة هذا المؤتمر، وهو الوضع الكارثي الذي يعيشه نحو مليوني إنسان في قطاع غزة. في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر، قالت أمينة محمد إن المجتمع الدولي مطالب بدعم الجهود الإنسانية في قطاع غزة، وبناء الأساس للسلام المستدام في غزة ومختلف أنحاء الشرق الأوسط. وقالت إن الهدف من هذا المؤتمر، هو تأمين المساعدات المنقذة للحياة للشعب الفلسطيني، وضمان الاستعداد لوقف إطلاق النار المحتمل، والبدء في إرساء الأساس للتعافي وإعادة الإعمار. وأضافت: "إن هذا لا يمكن أن يحدث في وقت قريب بما فيه الكفاية فبينما نجتمع في القاهرة، فإن الإنسانية نفسها تخضع للاختبار". وأضافت أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في غزة مروعة وكارثية، فقد قُتل أكثر من 44 ألف إنسان معظمهم من النساء والأطفال، ونزح سكان غزة بالكامل تقريباً، وانتشر سوء التغذية على نطاق واسع. وفي الأشهر الأربعة الماضية وحدها، تم إدخال ما يقرب من 19 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، وهو ما يقرب من ضعف الحالات في النصف الأول من العام. وأكدت محمد أن "المجاعة وشيكة. وفي الوقت نفسه انهار النظام الصحي. وغزة لديها الآن أعلى عدد من الأطفال مبتوري الأطراف للفرد الواحد في أي مكان بالعالم، والكثير منهم فقدوا أطرافهم وخضعوا لعمليات جراحية دون تخدير. إن ما نراه قد يرقى إلى أخطر الجرائم الدولية". وأوضحت أن هناك منعا لوصول المساعدات الإنسانية بشكل فاضح، قائلة "إن دخول البضائع إلى غزة في أفضل الأحوال غير كاف على الإطلاق، وغير منتظم وغير قابل للتنبؤ، وهو بمثابة قطرة في بحر من الاحتياجات. وكشفت المسؤولة الدولية أن "المساعدات الاستثنائية ليست إنسانية ولا فعّالة في إنقاذ الأرواح، وأي مساعدة تصل إلى غزة تتعرض للنهب، في حين يعرقل تسليمها الذخائرُ غير المنفجرة، فضلاً عن الطرق المدمرة والمزدحمة. وفي الشهر الماضي، تعرضت 90% من شاحنات المساعدات للنهب عند معبر كرم أبو سالم". واعتبرت أن هذا الانهيار هو نتيجة مباشرة للفشل في ضمان النظام العام والسلامة. ولكن الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون تستمر في التفاقم. وفي شمال غزة، يزداد الوضع خطورة يوماً بعد يوم". وقالت أمينة إن العمليات الأمنية الإسرائيلية العسكرية في الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات، والإخلاء، والهدم، وعنف المستوطنين، والتهديدات بالضم، تتسبب في المزيد من الألم والظلم. ويستمر الفلسطينيون في الخضوع لقيود صارمة على حركتهم ووصولهم إلى الخدمات وسبل العيش والأراضي الزراعية.