شدد المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا", فيليب لازاريني, يوم الاثنين, على أن الوكالة دفعت ثمنا باهظا من أرواح موظفيها منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة, مطالبا بالعمل على ضمان الظروف الآمنة والفعالة لاستمرار العمليات الإنسانية. وقال فيليب لازاريني في كلمته خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة أن العديد من موظفي الوكالة الأممية توفوا خلال عدوان الاحتلال الصهيوني الهمجي والدموي المتواصل على قطاع غزة, مؤكدا أن "المساعدات الإنسانية ستنجح فقط عندما تتوفر الحماية في إطار قانوني معترف به لكي يؤدي العاملين بالاستجابة الإنسانية عملهم.. حتى وإن كانوا في منتهى الشجاعة فلابد من ضمان الظروف الآمنة والفعالة لضمان استمرار العمليات الإنسانية". ولفت المفوض الأممي إلى أن "الشعب الفلسطيني في غزة محاصر ويعيش كابوسا", فأكثر من 45 ألف شخص استشهدوا, من بينهم 70 في المئة من النساء والأطفال والعديد ما زال تحت الأنقاض, فيما يواجه آخرون الموت بسبب المجاعة والأوبئة, و"كل هذا يدعو إلى استجابة إنسانية واسعة النطاق". وأوضح لازاريني أن وكالة "أونروا" هي "المسؤولة في غزة بسبب البنية التحتية القوية والتي تجعلها المكون الأساسي لأي استجابة إنسانية, كما أنها ولمدة 75 عاما تقدم خدمات التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين وفي المناطق الفلسطينية المحتلة وفي لبنان وسوريا والأردن", مضيفا "كما قدم برنامج التعليم الخاص بالوكالة التعليم الأساسي لمئات الفتيات والفتيان في العديد من المدارس عبر المنطقة, فالبرنامج التعليمي في غزة كان الأكبر, حوالي 300 ألف طفل فلسطيني تخرجوا من مدارس الوكالة في القطاع". وجدير بالتذكير أن فيليب لازاريني سبق له أن دعا إلى ضرورة استخدام كل الوسائل والأدوات القانونية والسياسية المتاحة لمنع تنفيذ قرار الكيان الصهيوني الرامي إلى حظر أنشطة الوكالة الأممية, بما يهدد بقطع شريان الحياة الذي تقدمه الوكالة للاجئين الفلسطينيين. ويعاني المواطنون في غزة من سياسة التجويع جراء شح في المواد الغذائية, بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع, بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة. وجدير بالذكر أن عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023, خلف أكثر من 149 ألف شهيد وجريح, معظمهم أطفال ونساء, وما يزيد على 11 ألف مفقود, وفق حصيلة غير نهائية, وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين, في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.